الأحد، 6 مارس 2016

قواعد الاحترام الأربعون - القاعدة الثانية والثلاثون

يقول أمير الشعراء أحمد شوقي:
مــالَ واحتجــبْ
وادَّعَـى الغضــبْ
ليــت هــاجري
يشــرحُ الســببْ
عَتْبُــــه رضًـى
ليتــه عتــــبْ
عـــــلَّ بيننـا
واشـــيًا كــذبْ

لا يكون العتاب إلا بين الأحبة، أو كما يقول المثل: ''بقدر المحبة يكون العتاب'' .. فكلما زادت منزلة الشخص عندي، كلما زاد حجم العتاب بيننا .. وكلما نقصت أهمية الشخص لديَّ، كلما كان العتاب غير ذي أهمية لدينا.
فاحرص على أن تفصح لمن تحبه عما يعتمل بداخلك تجاهه إن ضايقك تصرفٌ منه أو أحزنك فعلٌ ما قام به نحوك، فربما لم يقصد أن يضايقك بفعله هذا من الأساس، وربما وشى لك واشٍ بكذبةٍ مُضَلِلةٍ فأعْمَلَت نيران الغضب والحقد بداخلك نحوه.
ولا تكتم ضيقك منه بداخلك أكثر مما ينبغي، فطول مدة الهجر تعمّق الحزن وتوغر القلوب بلهيب الخصام، كما قال الإمام الغزالي: ''الخصومة توغر الصدر وتهيج الغضب''.
واعمل على أن يكون العتاب باللين والحكمة لا بالشدة والاندفاع حتى لا تسكب المزيد من الزيت على النيران المستعرة، بل احرص على أن يكون العتاب وسيلةً لإنهاء أسباب الخلاف وتنقية العلاقة فيما بينكما من أية شوائبٍ قد أصابتها.
فسارعوا بمصارحة أحبتكم بما يضايقكم منهم .. ولا تجعلوا أسباب الخصام والغضب تتراكم في قلوبكم .. ولا تجعلوا للشيطان سبيلاً إليها، فالخصام يفتح باب الفرقة على مصراعيه .. واجعلوا العتاب مُدخلاً لإعادة أواصر المحبة التي يريد الشيطان أن يقطعها، فبقدر المحبة والمودة والاحترام .. يكون العتاب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق