السبت، 20 ديسمبر 2014

رواية (1984) - جورج أورويل



هي رواية تضع الواقع داخل قالب خيالي، أسرني جورج أورويل بسلاسة أسلوبه رغم التعقيد الذي يشوب فكرته .. رواية تشاؤمية لأقصى حد ، عرض فيها أورويل واقع الشعوب الخاضعة للحكم الديكتاتوري ، وحلل ببراعة فكر الحاكم وفكر المحكوم في هذا المجتمع ، بحيث يمكن أن يلجأ أي حاكم مستبد إلى هذه الرواية كمرجع رئيسي في "كيف تحكم شعباً من العبيد دون أن تسقط" .. بينما لم يوجِد حلولاً للشعوب المقهورة ولم يجب على السؤال "كيف تتخلص من الحاكم الطاغية" ، وهو بذلك تسبب لي في حالة من البلبلة الفكرية ، فهل كان أورويل يقصد من روايته الاعتراف بالأمر الواقع والحقيقة المرة بأنه لا سبيل للتخلص من الظلم؟! شعرت بذلك في انجذاب ونستون (رمز الثورة) لأوبراين (رمز السلطة الغاشمة) ، وانتصار أوبراين فعلياً على ونستون بالحجة القوية وبالأسلوب والأفكار المنمقة وعدم استطاعة ونستون مجاراته في ذلك .. فعلى سبيل المثال يقول أوبراين في صفحة 318 لونستون: "لعلك عدت إلى فكرتك القديمة التي مفاداها أن العامة أو العبيد سيثورون علينا ويطيحون بنا من سدة الحكم. أخرج هذه الفكرة من ذهنك تماماً لأن هؤلاء عاجزون عجز الحيوانات، ولأن البشرية هي الحزب نفسه، وما عدا ذلك فهو معدوم الأهمية وخارج نطاقها". ثم وصف الكاتب صفحة 326 و 327 لمشاعر ونستون بعدما بدأ مرحلة الاستشفاء الفكري "لقد خلص إلى أنه لم يعد يستطيع أن يناصب الحزب العداء فضلاً عن أن الحزب على حق دائماً، ولا بد أنه على حق، إذ كيف يعقل أن يكون العقل الجماعي الخالد على خطأ؟ وبأي معايير خارجية يمكن تقييم أحكامه؟ إن لسلامة العقل مقاييس إحصائية، والمسألة برمتها لا تقتضي أكثر من مجرد أن تتعلم التفكير بالطريقة التي يفكرون بها .... ثم راح يكتب بحروف كبيرة غير واضحة: الحرية هي العبودية ... اثنان واثنان يساويان خمسة ... الله هو السلطة ....... وأدرك كم أن الأمر سهل، فلم يكد يستسلم حتى وجد أن كل شيء أصبح مؤاتياً ويأتي من تلقاء ذاته. إن الأمر أشبه بمن يسبح ضد تيار يجرفه إلى الوراء مهما كان قوياً، ثم فجأة قرر تغيير الاتجاه والسباحة مع التيار بدلاً من معاكسته."
ثم ختم الكاتب روايته بالإقرار بالهزيمة عندما قال: "لقد استغرق الأمر من ونستون أربعين سنة حتى فهم معنى الابتسامة التي كان يخفيها الأخ الكبير تحت شاربيه الأسودين وقال في نفسه: أي غشاوة قاسية لم يكن لها داع تلك التي رانت على فهمي، وعلام كان العناد والنأي من جانبي عن هذا الصدر الحنون. وانسالت دمعتان سخيتان على جانبي أنفه. وكان لسان حاله يقول: لكن لا بأس، لا بأس فقد انتهى النضال، وها قد انتصرتُ على نفسي وصرتُ أحب الأخ الكبير." frown emoticon
أرى أن الرواية - عكس ما أشيع عن أنها دعوة للثورة على الظلم - هي دعوة للتشاؤم والاكتئاب والإحباط، وإقرار واقعي بالاستسلام والهزيمة من ''الأخ الكبير وحزبه'' في كل العصور.

الجمعة، 14 نوفمبر 2014

رواية (جونتنامو) - يوسف زيدان



استمتعتُ أيما استماعٍ بقراءتي لرواية (جونتنامو) ، والتي يتضح بها مدى الجَهد المبذول من كاتبها د. يوسف زيدان ، والذي يتأكد لي من روايةٍ لأخرى أن هذا الرجل من أكثر الكُتَّاب المعاصرين - إن لم يكن أفضلهم على الإطلاق - المتمكنين من أدواتهم بمنتهى البراعة .. ماهرٌ في ترويض حروف العربية وكلماتها ليصيغ منها جُمَلاً بها من سحر المحسنات وروعة الأسلوب ما يجعله مميزاً بين أقرانه ، ليُخرِج لنا في النهاية جواهرٌ أدبية تستحق أن تحتل مكانها المتميز بين روائع الأدب العربي.
وعلى الرغم من كآبة جو هذه الرواية ، ومعاناة بطلها – مجهول الاسم – وتمركز الأحداث في مكان واحد وحول شخص واحد ، والتي من الممكن أن تجعل البعض لا يستسيغ هذه التركيبة .. إلا أن الكاتب استطاع أن يبهرني بطريقة سرده لمشاعر وأفكار البطل السجين الذي سُجِن ظلماً في مكان تقشعر لمجرد ذكره الأبدان مثل معتقل جونتنامو ، وأوصلني الكاتب إلى درجة من الاندماج والامتزاج مع بطل الرواية للدرجة التي جعلتني أعيش معه ، ليس داخل السجن فحسب ، بل داخل عقل السجين بكل أفكاره ومشاعره وهواجسه وإحساسه بالظلم وقهره وإيمانه القوي بالله وثقته التي لم تهتز به ، وهما – الإيمان والثقة بالله – من أهم أسباب تحمله لهول الجحيم الذي عاش فيه لأكثر من خمس سنوات.
أعجبني في الرواية تداخل الآيات القرآنية مع خواطر البطل ، وكذلك أعجبني المراجعة اللغوية الدقيقة والحرص على وضع علامات التشكيل بغزارة – وبدون أخطاء – وهي سمة مميزة لكل مؤلفات د. يوسف زيدان ، مما يجعلني مستمتعاً وتريحني نفسياً وتزيد من تركيزي أثناء القراءة.
الرواية رائعة وتستحق أن أمنحها 9.5 من 10 .. وفي انتظار الجزء الثالث (نور) على أحرِّ من الجمر

الخميس، 9 أكتوبر 2014

بين (ما وراء الطبيعة) و (سافاري) .. قصة عشق بطلها (أحمد خالد توفيق)






منذ سنوات عدة قاربت علی العشرين وأنا متابع بشغف لسلسلة (ما وراء الطبيعة) للكاتب الدكتور أحمد خالد توفيق ، وخلال هذه السنوات كنت أنتظر العدد الجديد في كل مرة علی أحر من الجمر ، حتی وصلت السلسلة إلی محطتها الأخيرة عند العدد (80) منذ أيام.


ولا أخفي سرًا إذا قلت أنني شعرت بحزن حقيقي ولوعة علی فراق صديقي بطل السلسلة الدكتور رفعت إسماعيل ، الذي لن يشعر بمدی الارتباط بمثل هذا الرجل إلا من تابع السلسلة مثلي .. ربما يسخر بعضكم من كلامي .. أعلم هذا ، لكن هذه هي الحقيقة وهذا هو إحساسي دون مواربة.
كنت عندما أشتري عددا من (ما وراء الطبيعة) أجد بجواره عددا آخر لسلسلة أخری اسمها (سافاري) .. والحق أنني لم أكن أهتم بأن أشتريها نظرا لاستحواذ (ما وراء الطبيعة) الكامل علی شغفي وتفكيري .. لم أحاول حتی مجرد محاولة أن أشتري عددا من (سافاري) علی سبيل الفضول أو التجربة.
وقبل معرض الكتاب الأخير .. تصادف أن دار حوار بيني وبين صديقي الإنسان العزيز إلی قلبي (عماد سمير) لأكتشف أنه من محبي القراءة مثلي ، بل وعاشق لكتابات الدكتور أحمد خالد توفيق أيضا ، ومتابع جيد لكل أعداد سلسلتي (ما وراء الطبيعة) و (سافاري) .. وهو من نصحني بقراءة (سافاري) التي لم أكن قد قرأتها بعد حتی لحظة حواري هذا معه.
وبناء علی نصيحته قررت أن أشتري من معرض الكتاب السلسلة كاملة والتي كانت قد وصلت لحظتها للعدد (48) ، ووضعت أعداد السلسلة في مكان بارز علی أرفف ركن روايات وكتب المؤسسة العربية الحديثة .. ذلك الركن الذي يحتل مكانا مميزا وخاصا من مكتبتي.
ومرت الأيام والشهور ولم أبدأ بعد في قراءة أي عدد من (سافاري) .. إلی أن جاءت أجازة عيد الأضحی منذ أيام لأجدها فرصة لا تعوض لكي أبدأ في قراءة أولی أعداد السلسة (الوباء) .. وحدثت الشرارة ..
نفس الشعور الذي اجتاحني عام 1995 وأنا أقرأ أول أعداد ما وراء الطبيعة (مصاص الدماء وأسطورة الرجل الذئب) .. وبالمناسبة كان لصديقي العزيز (حسام عزاز) الفضل في تعريفي وقتها بهذه السلسلة.
اليوم .. أنا في العدد الرابع من سافاري (رقصة الموت) .. أي أنني قرأت بمعدل عدد واحد في اليوم .. وأعتقد أنني في غضون أيام قليلة سوف أنتهي من جميع أعداد (سافاري) التسعة والأربعين.
أنصحكم بقراءة هذه السلسلة الممتعة التي أعتبرها كنز ثمين من المعلومات الطبية المبسطة ومعلومات عن الشعوب الأفريقية وعاداتها وأمراضها وموسيقاها وسحرها .. كنز حقيقي استشعرت معه مدی الجهد الذي بذله د. أحمد خالد توفيق وكم المراجع التي لجأ إليها لكي تخرج السلسلة بهذا الشكل الرائع .. كنز كان مدفونا علی رف مكتبتي وحان وقت إزالة الأتربة عنه لاستكشاف أغواره.
آسف علی الإطالة .. وأستأذنكم في الانصراف لكي استكمل قراءة سافاري.

الجمعة، 12 سبتمبر 2014

رواية (نادي السيارات) - علاء الأسواني



هذه الرواية هي استمرار لنفس التيمة التي استخدمها علاء الأسواني في روايتيه السابقتين ، والتي لا يريد أن يخرج من شرنقتها ، وهي تيمة الرمز إلى مصر والمجتمع المصري عن طريق المكان ، ففي رواية شيكاغو كانت الجامعة ترمز إلى مصر ، ثم في عمارة يعقوبيان كانت عمارة وسط البلد الشهيرة هي التي ترمز إلى مصر ، وهنا في نادي السيارات كان النادي الملكي هو النموذج المصغر لمصر والعاملين فيه بداية من الكوو ومروراً بمساعده ثم كبار موظفيه الأربعة ، ثم باقي الخدم .. كل هؤلاء كانوا يمثلون نموذجاً مصغراً للمجتمع المصري.
وتستطيع أن تميز بمنتهى السهولة تشريح الأسواني لهذا المجتمع ، فأغلبية الخدم مذعنون مطيعون خانعون خاضعون موافقون على الذل والإهانة مقابل لقمة العيش ، راضون أن يسلب رئيسهم النصيب الأكبر من ريع النادي ما دام سيلقي إليهم في النهاية بالفتات ، وفي المقابل هناك قلة مندسة متمثلة في عبدون وكامل وبحر وقليل من الخدم ثائرون رافضون للظلم والمهانة والتجبر ، ويمكن للقارئ أن يستبدل بكل شخصية بالرواية شخصية تقابلها من واقعنا المعاصر .. وهي الفكرة التي أبدع الأسواني في تحليلها وترميزها في أبطال روايته.
وأتفق مع وليد أن مقدمة الرواية الخاصة بكارل بنز كانت مشوقة واستطاعت أن تجتذبني منذ اللحظة الأولى إلى باقي الرواية ، وأعجبتني عبارة وليد بأن هذه المقدمة هي "مشروع رواية تم بترها مبكراً".
أما بالنسبة لظهور كامل وصالحة للمؤلف في بداية الرواية ثم عدم العودة لهما في نهايتها ، فلا أظن أن الكاتب قد نسي ذلك كما قال وليد ، واعتقادي أن الكاتب قد تعمد ذلك حتى يشحذ فكر القارئ أثناء قراءة الرواية ويعمل عقله في البحث عن المواطن التي كان يمكن تغييرها في مسار القصة وأحداثها .. وقد نجح في ذلك بدليل أنك ظللت متذكراً لهذا المشهد حتى نهاية الرواية.
مما استرعى انتباهي في الرواية أنه رغم كبر حجمها إلا أن الأخطاء الإملائية بها نادرة ولم ألتقط إلا خطأ واحداً فقط ، وهو شيء قلما أقابله في الروايات الحديثة ، وساعدني كثيراً للتركيز في قراءة الرواية.
لي ثلاث ملاحظات سلبية على الرواية :
الأولى ، أن الكاميرا التي أعطاها الأمير شامل لكامل كي يثبتها في قاعة القمار لتصوير الملك ، لا يعقل أن يكون هناك كاميرا بهذه المواصفات في عشرينيات القرن الماضي!!!
والثانية ، فقد أظهر الكاتب أن الملك فؤاد الأول كان سكيراً عربيداً يسهر كل يوم في الملاهي ويدمن القمار ويعاشر النساء ويغرق في الملذات ولا يهتم بشئون البلاد .. وهي كلها ادعاءات لا يوجد عليها دليل ، وتحدث عنها الكاتب كأنها حقائق تاريخية.
أما الثالثة ، فكما أبدع الأسواني في فكرة وحبكة الرواية والتمكن من ربط الأشخاص والأحداث ، فقد أبدع أيضاً في الإغراق في الهوس الجنسي وتخصيص مساحة جبارة مهدرة من الرواية لوصف المشاهد الجنسية الصريحة المبالغ فيها بصورة مقززة غير مبررة ، والتي لو حذفت من الرواية لما أثرت على مسارها أو أحداثها في شيء!!!
ولولا هذه السلبيات الثلاث لقلت أن هذه الرواية من أفضل الروايات التي قرأتها عامة .. لكن الحلو دائماً لا يكتمل .. وهذا ما يجعلني في النهاية أعطيها 7 من 10.

الثلاثاء، 17 يونيو 2014

رواية (هيبتا) - محمد صادق



1- الرواية جيدة ومترابطة وفكرتها في تحليل مراحل الحب ممتازة ، وأهم ما يميزها أن الكاتب فكر جيداً في نهاية الرواية قبل أن يكتب أول حرف فيها .. عكس معظم الروايات الحالية التي يبدأ فيها مؤلفوها بدايات قوية ثم فجأة يكتشفون أنه لا بد من نهاية ، فتأتي النهاية غالباً صادمة لأنها غير مدروسة.
2- أعترف أنني لم أتوقع النهاية رغم أنها منطقية ، ونجح الكاتب في أن يجذبني لكي أتشوق للوصول إلى نهاية الرواية.
3- الكاتب خبير في خبايا العلاقة بين الرجل والمرأة ، والرواية رغم صغرها فإنها احتوت على أغلب المواقف التي يمكن أن تحدث في أي علاقة عاطفية ، وأي قارئ للرواية سيجد بين سطورها موقفاً - أو أكثر - لا بد أن يكون قد مر به في حياته.
4- ما يعيب الرواية هو ركاكة الأسلوب وعدم المراجعة أو التدقيق اللغوي بالمرة الذي يخرجني عن التركيز في الأحداث ، رغم الإشارة إلى وجود تصحيح لغوي لـ "إيمان الدواخلي" التي يجب أن تراجع نفسها في مدى أحقيتها فيما قبضته من أموال من أجل المراجعة اللغوية لهذه الرواية .. قالأخطاء كارثية وتخطت بمراحل مستوى الأخطاء برواية (فرانكشتاين في بغداد) .. وقد بدأت أفكر جدياً في التقدم إلى وظيفة مصحح لغوي بعد ما رأيته من أخطاء في هاتين الروايتين.
5- تقييمي بالدرجات 8 من 10.

الاثنين، 9 يونيو 2014

رواية (فرانكشتاين في بغداد) - أحمد سعداوي



1- عكست الرواية بنجاح الواقع الأليم الذي يعيش فيه العراق منذ الاحتلال الأمريكي في عام 2003 ، ونجح الكاتب أن يجعلني أعيش داخل الشارع العراقي بكل تفاصيله التي أتمنى أن تتغير في أقرب وقت.
2- النصف الأول من الرواية لم يشدني لدرجة أنني فكرت أكثر من مرة في عدم استكمال الرواية.
3- أرى أن هذه الرواية لا تستحق جائزة أحسن رواية عربية لهذا العام ، ولا أدري ما هي الأسس التي يختارون بها هذه الجائزة ، فعلى مستوى القصة والحبكة قد تكون جديدة وجيدة ولكن هذا وحده لا يكفي – من وجهة نظري – لاختيارها كأفضل رواية ، وعلى مستوى الأسلوب الأدبي فالمستوى متوسط وليس مميزاً ويصل إلى الركاكة في بعض الأحيان، أما على مستوى اللغة فحدّث ولا حرج ، فقد هالني كم الأخطاء اللغوية الموجودة في الرواية ، وكم الهمزات الغير موجودة حيث يجب أن توضع ، أو الهمزات التي وضعت في غير محلها ، وتذكير المؤنث وتأنيث المذكر ، واستخدامه لكلمات أجنبية بكثرة في الوقت الذي يوجد لهذه الكلمات مرادفات في اللغة العربية ، مثل : المنهول – الكناتير – الراديو – الجراج – سلايد – كاربت – موبايل – كاونتر – ريموت – ترمز - ..... إلخ ، ولا أدري كيف تجاهلت لجنة التحكيم التي اختارت هذه الرواية كل هذا "العك".
4- كانت هناك صعوبة في بداية الرواية في فهم الحوارات المكتوبة باللهجة العراقية ، ولكن بمرور الصفحات بدأت إلى حد ما في فهم ما يقال .
5- مع اقتراب الرواية من نهايتها ، تعجبت من عدم إدراج المؤلف للمشاهد والألفاظ الجنسية كعادة كل الروايات صاحبة الجوائز ، ولكن في آخر خمسين صفحة أدركت أنني كنت مخطئاً وأن سعداوي يسير على نفس درب أسلافه.
6- معظم الشخصيات التي بالرواية جعلها الكاتب سكيرة وتمارس الزنى كما الأكل والشرب وكأن هذا هو المجتمع العراقي .. وهذا فيه ظلم كبير للمواطن العراقي.

الاثنين، 28 أبريل 2014

كتاب (برما يقابل ريا وسكينة) - عمر طاهر



ما أعجبني في الكتاب :

1 - عبر عن كثير من المواقف الحياتية للمواطن المصري التي تحدث يوميا، وربما لم يخطر على بال أحد أن يقوم بتسجيلها، وذلك بأسلوب ساخر نجح أن يجذبني لقراءتها والضحك مع كل موقف يحكيه وينتابني مع كل موقف ذلك المشهد الشهير في إعلان بيريل "أيوة أيوة .. أنا كمان عندي نفس المشكلة دي".
2 - على عكس جميع كتب المقالات المجمعة، يختلف هذا الكتاب في أن جميع المقالات التي يحتويها لا ترتبط بزمن معين أو بالوقت الذي كتبت فيه، وأنا متأكد أن من سيقرأ هذا الكتاب سنة 2210 لن يشعر أنه قد كتب منذ مائتي سنة.
3 - أكثر المقالات التي أعجبتني كان أول مقال (رسالة برما إلى سليم تيظهر) وفيه قام عمر طاهر بتشريح المجتمع المصري المعاصر تشريحا تفصيليا دقيقا .. ثم يأتي بعده في الترتيب جميع مقالات القسم الثاني بلا استثناء.
4 - انتقد عمر طاهر مبارك ونظامه في أكثر من مقال بالتلميح تارة وبالتصريح تارة أخرى، في زمن قل فيه من يمتلك الجرأة على نقد هؤلاء ( لاحظوا أن المقالات كتبت في الفترة بين عامي 2009 و 2010 أي قبل ثورة 25 يناير ).
5 - من أكثر الكتب التي يمكن استخلاص مقولات أو مقتطفات مأثورة منها ( quotes ) ، وأنا شخصيا خرجت منه بإحدى وثمانين مقولة ، وهي نسبة عالية جدا لكتاب واحد.

أما ما لم يعجبني في الكتاب :
1 - الخلط بين الكتابة باللغة العربية واللهجة العامية في السرد ، فالأفضل أن يكون السرد باللغة العربية وأن تقتصر اللهجة العامية على الحوارات بين الأشخاص أو المقولات المنقولة على لسان الآخرين.
2 - عدم الربط بين أكثر من حدث والانتقال الفجائي في الفقرة الواحدة (خاصة في مقالات القسم الأول على عكس مقالات القسم الثاني) ، مما يصيب المقال بالتفكك وعدم الترابط.
3 - ذكر الكاتب في مقاله عن رحلته إلى سانت كاترين صفحة 184 أن البدوي المرافق له أخبره أنه لكي يعرف اتجاه القبلة الصحيح في أي مكان في العالم فإنه ينظر إلى اتجاه شروق الشمس بنصف وجهه الأيمن ، وهذا خطأ لأن هذا الوصف ينطبق فقط على البلاد التي تتجه إلى القبلة من زاوية الجنوب الغربي للكعبة .. أما في مصر ، فالصواب هو أن تنظر إلى اتجاه شروق الشمس بنصف الوجه الأيسر وليس الأيمن.

السبت، 19 أبريل 2014

رواية (1919) - أحمد مراد



1- نجح الكاتب في عدم إصابتي بالملل ، فقد قام بتقسيم روايته إلى مجموعة من الأحداث المشوقة المتسارعة الحدوث ولم يقسم الرواية إلى فصول كما هو معتاد ، ولم يعتمد في أغلبها على الإطالة بدون داع في الحوار أو الوصف ، مما ساعدني على قراءة الرواية بنهم وإنهائها في أقل من ثلاثة أيام رغم كثرة صفحات الرواية البالغة 445 صفحة.
2- نجح الكاتب على المستوى الشخصي في هذا العمل في الخروج من شرنقة الأعمال التي تعتمد على البطل الشمام أو على الأحداث البوليسية كما في رواياته الثلاثة السابقة.
3- نجح الكاتب في الدمج الرائع بين الأحداث التاريخية التي نعرفها جميعا من كتب التاريخ لتلك الفترة ، وبين أبطال روايته الغير حقيقيين ، واستطاع أن يأخذني في آلة الزمن ويعود بي خمس وتسعون عاما إلى الوراء في رحلة مشوقة مثيرة جعلتني أشعر بعد الانتهاء من قراءتها باللهاث كأنني كنت في ماراثون.
4- استفدت العديد من المعلومات الجديدة التي لم أكن أعرفها من قبل ، مثل : (وجود نظام البدلية في بدايات القرن العشرين بأن يدفع القادر رسوما مالية مقابل الإعفاء من الخدمة العسكرية) - (أن الأفيون كان يباع في الصيدليات بطريقة مشروعة حتى عام 1922) - (أن السلطان فؤاد الأول هو أول سلطان من أسرة محمد علي يتزوج من مصرية ، وهي السلطانة نازلي) .. كذلك استفدت مراجعة ما كنت أعرفه من أحداث تاريخية لهذه الفترة الهامة من تاريخ مصر.
5- أعتقد بأن الكاتب عمد إلى إيصال رسالة تم إسقاطها من أحداث ثورة 1919 على واقعنا الحالي المرير ، بأن الثوار دائما ما يتفرقون ولا ينجحون فيما ثاروا من أجله (جميع الثوار في الرواية لقوا مصيرا بشعا ومريرا مثل أحمد كيرة ونجيب الأهواني ودولت وحتى سعد زغلول).
6- أعيب على الكاتب المبالغة في استخدام الألفاظ والأمثال والشتائم الخارجة التي تنكرها الأذن - حتى لو تحجج بأن هذه الألفاظ يستخدمها العامة في أحاديثهم - فليس هذا سببا وجيها لتكرارها وذكرها بصورة مقززة ومستفزة في كل رواياته الأربعة حتى الآن !!! وأعيب عليه أيضا لجوءه الدائم إلى الوصف الجرئ والصادم للجنس بصورة مبالغ فيها ولا داعي لها ، ولا أعلم لماذا يلجأ دائما كبار الأدباء في رواياتهم إلى ذلك، وكأن الرواية لا تكون رواية جيدة بدون جنس صريح !!!! رغم أن الكاتب وصف علاقة الحب بين أحمد ونازلي بدون أي إيحاءات ، وكذلك علاقة عبد القادر بدولت ، ثم حب أحمد وورد .. وهم من أروع ما لمس مشاعري في هذه الرواية ، وسأكتب مقتطفات مما أعجبني لاحقا.
في المقابل ما اثار اشمئزازي أثناء القراءة شخصية مثل بنبة العايقة وسلامة النجس وعبد القادر قبل موت أبيه وورد بعد موت والديها وعملها مع بنبة.