الأربعاء، 30 ديسمبر 2015

رواية (في قلبي أنثى عبرية) - خولة حمدي



روايةٌ جذابةٌ ولا تبعث على الملل .. تجربةٌ روائيةٌ أولى رائعة لكاتبةٍ تونسيةٍ شابةٍ استطاعت أن تكتبها باحترافيةٍ عاليةٍ كأنها تكتب منذ سنوات .. بارعة في وصف الحالة النفسية لشخصيات روايتها وجعلتني أندمج معهم حتى النخاع .. لم تلجأ إلى التعقيد في الأسلوب، على العكس فإن أسلوبها بسيط مباشر لا التواء فيه، لكنها البساطة الممتنعة، وأتفق مع شيماء أنها أحدثت خلل لا مبرر له في منتصف الرواية عندما قفزت بالأحداث في مشهد واحد فقط لنتفاجئ أنها خطبت فجأة لحسان ثم عادت لتستكمل أحداث الرواية من جديد، ولم أستحسن هذه القفزة لأن الرواية من أولها لآخرها اعتمدت على السرد المتسلسل زمنيا للأحداث دون عمل قفزات زمنية، مما جعل المشهد المذكور شاذا في أسلوب عرضه وسط الأحداث المتسلسلة .. طرقت مناطق شائكة في العلاقة بين المسلمين وغير المسلمين، واقتحمت بشجاعة مناطق الشك لدى غير المسلمين تجاه الدين الإسلامي وردت - بألسنة أحمد وريما وندى - بإجابات منطقية منظمة واعية على جميع الأسئلة الشائكة، ورسمت صورة مثالية لما يجب أن تكون عليه العلاقة بين أهل الأديان السماوية الثلاثة من خلال تداخل العلاقات الأسرية بين المسلمين واليهود في عائلة جاكوب، وبين المسلمين والمسيحيين واليهود معا في عائلة ندى، وأوضحت أن التشدد أو التسامح لا يرتبط بدين دون آخر، فهناك المسلم المتشدد وهناك المسلم المتسامح المتفهم، وكذلك بالنسبة للمسيحيين واليهود، وأكدت على نقطة هامة أنه يجب ألا نخلط بين اليهودي بوجه عام وبين الصهيوني المعتدي المغتصب لأرضنا.
تأثرت وتزلزلت في مشهد إسلام ندى وطريقة تحريها الحثيث عن حقيقة الإسلام بكل تعقل وتفكر.
تعاطفت كثيرا مع أحمد في أزمته بعد فقده للذاكرة، وعتبت على ندى تخليها عنه بعد فقده بسنتين فقط، وكنت متعاطفا مع حسان الشهم حتى قرر أن يستمر في خطبته لندى رغم عودة أحمد خطيبها الأول فانقلب تعاطفي معه لكره حقيقي، ولم يشفع له عندي شهامته قبلها ولا بعدها.
الرواية تستحق 9 درجات من 10.

الأربعاء، 23 ديسمبر 2015

لا يغرنك عطاء الدنيا فتنسيك أمر آخرتك



الحياة مهما طالت قصيرةٌ، والدنيا مهما أعطتك من متاعها فمصيرها إلى زوالٍ .. فلا تنخدع بطول العمر، ولا يغرنك عطاء الدنيا فتنسيك أمر آخرتك.

(أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ ۚ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ) [التوبة – 38].
(قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَىٰ) [النساء - 77].

الاثنين، 14 ديسمبر 2015

تبسُّمك في وجه أخيك لك صدقة



قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(تبسُّمك في وجه أخيك لك صدقة).

خُلقٌ جميلٌ يُعلِّمنا إياه رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم، وهو التبسّم .. فقد كان الحبيب دائم البشر والبسمة في وجوه كل من حوله، وكان "ضحاكًا بسّامًا" كما وصفته بذلك زوجته السيدة عائشة رضي الله عنها.
وفي هذا الحديث الشريف حثٌّ من رسول الله صلى الله عليه وسلم على رسم البسمة وعدم العبوس، بل واعتبر التبسم نوعًا من أنواع الصدقات التي يُؤجر المرء عليها .. وأكد على ذلك في حديثٍ آخرٍ حيث قال: "كل معروفٍ صدقةٌ، وإن من المعروف أن تلقى أخاك بوجهٍ طَلْق".

وإن من العَجب أن ترى أغلب الناس في عصرنا هذا يلقون بعضهم البعض بوجهٍ مكفهرٍ عابسٍ، إما ظنًا من بعضهم بأن ذلك من علامات الجدية التي يجب أن يرسمونها على وجوههم، وإما استسلامًا من البعض الآخر لضغوط الحياة ومشاكلها التي لا تنتهي .. وهو فهمٌ خاطئٌ وتصرفٌ لم يَدْعُ إليه الإسلام في كلتا الحالتين، فلو كان الرسول صلى الله عليه وسلم - وهو قدوتنا - عبوسًا غليظًا مقطب الوجه لما آمن به أحدٌ أو اتبع رسالته .. (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ) .. فالبسمة واللين والمعاملة الحسنة، أوصل الرسول رسالة الإسلام وانتشرت في ربوع الأرض حتى وصلت إلينا.

ابتسم ولا تكن عابس الوجه .. واجعل نيتك أنك ترجو من الله بابتسامتك هذه أجر وثواب الصدقة التي وعدنا بها رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم  :)


الأحد، 13 ديسمبر 2015

إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق



قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
''
إنما بُعِثت لأتمّم مكارم الأخلاق''.

كان الرسول صلى الله عليه وسلم أكمل الناس وأحسنهم خُلقًا بشهادة أعدائه قبل صحابته، وكان يلقَّب بالصادق الأمين من قبل بعثته برسالة الإسلام بما عُرِف عنه من حُسن معاملة الناس، وعدم إيذائه لأحدٍ بقولٍ أو فعلٍ، وقد بُعث رسول الله في زمنٍ كان العرب فيه أصحاب خلقٍ ومبادئٍ ترعرعوا عليها كالشهامة والكرم والأمانة والنخوة، فبُعث - صلى الله عليه وسلم - ليتمم ما فسد من هذه الأخلاق ويُقوِّمها، وقد "كان خُلقه القرآن" كما وصفته بذلك زوجته السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، وقالت عنه أيضًا: "ما كان أحدٌ أحسن خُلقًا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما دعاه أحدٌ من أصحابه ولا من أهل بيته إلا قال: لبيك، فلذلك أنزل الله عز وجل: (وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ)".
وقال - صلى الله عليه وسلم - ليحث المسلمين على حُسن الخلق: "خياركم أحسنكم أخلاقًا" .. وقال: "ما شيءٍ أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن" .. وقال أيضا: "وخالق الناس بخلقٍ حسنٍ".

اللهم اجعل لي نصيبًا في هذا الدعاء: "اللهم كما حَسَّنْتَ خَلْقِي فَحَسِّنْ خُلُقِي" كما كان يدعو بها حبيبي المصطفى صلوات ربي وتسليماته عليه.

السبت، 12 ديسمبر 2015

تعرف إلى الله في الرخاء .. يعرفك في الشدة



قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(تعرَّف إلى الله في الرخاء يَعْرِفك في الشدة).

في هذا الحديث توجيهٌ تربويٌ من الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم للمؤمنين بأهمية ذكر الله ومراعاة واجباته في وقت الرخاء ووجوب حمده على نعمه، وعدم نسيان فضله في وقت السراء .. وفي المقابل فالله لا ينسى عبده الذي ذكره في وقت الرخاء والسراء، فيقف مع هذا العبد في محنته وابتلائه وشدته، وينعم عليه بنعمة الصبر على البلاء والرضا بقضائه، ويُنزِل على قلبه السكينة وينزع منه السخط والهم، حتى يعبر العبد المؤمن من المحنة بسلامٍ وقد فاز بأجر صبره .. وختم الرسول صلى الله عليه وسلم حديثه بقوله (واعلم أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرًا).
فتكون المعادلة النبوية كالتالي:
التعرف إلى الله في الرخاء + الصبر وقت البلاء = يعرفك الله في الشدة + نصر الله لك + فرج بعد كرب + يسر بعد عسر.

*************************
القاهرة في 12 ديسمبر 2015

الأحد، 29 نوفمبر 2015

كتاب (شكلها باظت) - عمر طاهر



سيظل عمر طاهر على رأس جيل الكُتَّاب الشباب الثمانيناتي والتسعيناتي، وأفضل من كتب – ولا يزال – بلسان جيلنا، فدائمًا ما يُعَبِّر بأسلوبه الساخر الجريء عن طفولتنا وذكرياتنا وأفكارنا وأحلامنا وطموحاتنا، ودائمًا ما يرسم بقلمه الرشيق صورةً مدهشةً لكل مظاهر حياتنا، ولا يكاد يدع موقفًا أو حدثًا إلا صاغه بأسلوبه السلس .. وأكاد أتخيله وهو ممسكٌ بمفكرةٍ صغيرةٍ يحملها دائمًا في حقيبته، لا تفارقه أينما ذهب ليُسَجِّل بها كل شاردةٍ وخاطرةٍ وكل مصطلحٍ من مصطلحات جيلنا وكل حدثٍ وكل عادةٍ تخص مجتمعنا ليُكَوِّن قاعدة بيانات ضخمة يستغلها – كلما أراد – في توثيق جميع مناحي حياتنا بطريقةٍ إبداعيةٍ تعطيك صورةً متكاملةً ودقيقةً مُعَبِّرةً عن حياة المواطن المصري المعاصر.
ويُعَدّ كتاب (شكلها باظت) - الذي صدر في طبعته الأولى عام 2003 – خير دليل على ما ذكرته، حيث تجد نفسك بدايةً من مقدمة الكتاب (أنا من البلد دي) تغوص في بحور الذكريات لتصل إلى شواطئ الطفولة بكل تفاصيلها ومظاهرها التي صاحبتنا من إعلاناتٍ وبرامجَ وأفلامٍ ومسرحياتٍ وفوازير ارتبطت بالتليفزيون المصري (المصدر الوحيد للتسلية في زمن ما قبل القنوات الفضائية)، وأغاني ومطربين ولاعبي كرة وجرائدَ ومجلاتٍ وكُتَّابٍ .. ليجذبك عمر طاهر بهذه المقدمة "النوستالجية" الذكية إلى فصول كتابه الذي فصَّل فيه أغلب ظواهر المجتمع المصري المعاصر .. بدايةً من مفردات هذا الشعب التي يتفرد بها عن غيره من شعوب هذا الكوكب المزعج لجيرانه في المجرة، وسلوكيات هذا المواطن في الشارع .. مرورًا بالعلامات المميِّزة لأي فيلمٍ مصري ولمباريات كرة القدم في ملاعبنا ولمانشيتات صحفنا الغراء .. ثم أبدع في مقارناته بين الموظف وبين السجين في بلدنا .. ثم يأخذك في جولةٍ فريدةٍ للتعرف على أشهر الشائعات التي انتشرت بيننا .. ثم وثَّق العبارات التي تستخدمها كل أمٍّ مصريةٍ أصيلةٍ مع أبنائها المرهِقين عصبيًا .. ثم يشرح لك - دون ابتذالٍ – ثقافة المصريين الجنسية ووسائل الحصول عليها ومراحل تطورها .. ثم يصل بك إلى أكثر فصول الكتاب إبداعًا – من وجهة نظري – عندما عقد مقارنةً رائعةً بين زواج الصالونات والزواج عن حب .. ليقودك بعدها لأشهر الكذبات التي يلجأ إليها كل زوجٍ مصري مع زوجته، فأعطى بذلك وصفة تفصيلية مجانية للزوجات لا أدري كيف سنكذب بعدها على زوجاتنا بعدما كشف لهن قدس أقداسنا وفضح وسائلنا في الكذب – الأبيض طبعًا – عليهن .. ثم يدخل بك بعد ذلك في شرحٍ تفصيلي مبهرٍ لحياة الكائن العازب في مصر ودورة حياته أثناء فترة العزوبية .. ثم منه إلى بعض المواقف المحرجة أثناء الخطوبة، والتي لم تكن صراحةً بنفس مستوى إبداعه حين تحدث عن الزواج ثم عن حياة العازب .. ثم أسهب في تفصيل كل ما يتعلق بالكائن المُدَخِّن – بحكم كونه حريقة سجائر – وللأمانة لم أهتم كثيرًا بتفاصيل هذا الفصل ولم أستمتع بها – بحكم كوني الكاره الأول لأسوأ اختراع عرفته البشرية عبر تاريخها الطويل، وهو السيجارة.
ثم جنح عمر طاهر في الفصل التالي بخياله وابتكر وزاراتٍ افتراضيةً غير تقليديةٍ تحتاجها البلد مثل وزارة "الدماغ" ووزارة "دلع المواطن" ووزارة "العيال الجديدة" ووزارة "العاطلين"، وكلها – كما ترون – وزارات لا غنى عنها في ظل المتغيرات التي يمر بها المواطن المصري في هذا الزمن المهبب الذي نعيش فيه.
وأعجبني إبداعه في فصل (بحب تراب البلد) وتحليله الرائع لتوصيف التراب في هذا البلد وأنواعه ومسبباته وأسباب تقديسنا له للدرجة التي جعلته – أي التراب – رمزًا خالدًا وأيقونةً مميزة في أغانينا الوطنية، ومثلاً يُضرب في عشق مصر.
ثم أنهى عُمَر كتابه بـ "اختبار كشف الجيل" الذي طرح فيه عشرين سؤالاً لن تعرف إجاباتها إلا إذا كنت من أبناء جيلنا.
باختصارٍ .. لن تجد من وصف مفردات حياة الشاب الثمانيناتي والتسعيناتي كما وَصَفَها وفصَّلها عمر طاهر في كتابه "شكلها باظت" .. كتابٌ لن تتركه من يدك إلا وقد تفاجئت بأنك قد أنهيته حتى الجلدة الأخيرة في رحلةٍ ممتعةٍ دون مللٍ أو ضجرٍ، كأنك كنت تستقل آلة الزمن .. كتابٌ يمكن توصيفه بإيجازٍ بأنه "تويتات في زمن ما قبل التويتات" أو بأنه "تويتات من زمن فات".
شكرًا .. عمر طاهر

السبت، 28 نوفمبر 2015

لن أكون منساقًا مرة أخرى

علَّمتني الثورة ألا أنجرف وراء أشخاصٍ أو أحزابٍ أو جماعاتٍ .. فكم من شخص أبهرني حلو حديثه ورجاحة عقله وروعة أفكاره التي تشع حبًا للوطن، ثم أثبتت لي الأيام زيفه، وكشفت المواقف قناع خديعته وكذبه .. (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ) [البقرة – 204].

علَّمتني الثورة .. ألا أكون ساذجًا منساقًا مرةً أخرى.


الأحد، 22 نوفمبر 2015

المجموعة القصصية (سُمَّار الليالي) - يوسف السباعي



بدايةً .. سيكون تقييمي لـ (سُمَّار الليالي) متحيزًا للمبدع يوسف السباعي وكلامي عنها سيكون مجروحًا نظرًا لعشقي منذ صغري لقراءة أي شيء تقع عليه يدي ليوسف السباعي.
منذ أن تبدأ في قراءة إهدائه في مقدمة كتابه، ستدرك أنك مقبل على وقت ممتع من القراءة بين دفتي الكتاب .. فدائمًا ما تكون إهداءات يوسف السباعي في جميع رواياته متميزة وبها فكرة غير تقليدية تجذبك وتشوقك للبدء في قراءة محتوى روايته.
ومنذ الوهلة الأولى لقراءتك (سُمَّار الليالي)، يمكنك أن تستنبط أهم ما يميز أسلوب كتابة يوسف السباعي:

أولاً: تتميز أغلب كتاباته بأنها تتمحور حول حكمةٍ ما تدور حولها أحداث القصة، ودائمًا ما يضع اقتباسًا من أحداث قصته تحت عنوان القصة مباشرة، يكون الهدف والحكمة المقصودة من قصته داخل هذا الاقتباس.
ثانيًا: يتميز أسلوبه في الكتابة بأنه (سهلٌ ممتنعٌ)، ساخر أحيانًا، به خفة ظلٍ محببة إلى النفس دون مبالغة، تعكس شخصية كاتبها صاحب الثقافة الواسعة.
ثالثًا: تتضح ثقافة الكاتب الدينية وتأثره بمفردات القرآن الكريم في كثير من المواضع .. مثل: (قلوب واجفة .. ونفوس حائرة راجفة) .. (وجوه عليها غبرة .. ترهقها قترة .. عاملة ناصبة، ثائرة غاضبة، ليس لهم طعام إلا من ضريع، لا يسمن ولا يغني من جوع .. أضناهم اليأس، وأذلتهم المسغبة .. وهم الذين منوا نفوسهم بكل ما يشتهون من حور عين، وخمر مسكوبة، لا مقطوعة ولا ممنوعة) .. (وخُيِّل إلى قائدهم أن الأرض قد مُدت وألقت ما فيها وتخلت) .. (وهرع الناس إلى دورهم كأنهم حمر مستنفرة، فرت من قسورة) .. (بل اندفع كأنه قذيفة من جهنم لا تبقي ولا تذر) .. (ولكن عينيه كانتا قد سُمرتا في جسدها لا تبغيان عنها حِولا) .. (تؤنس وحشتي، وتعلمني ما ليس لي به علم) .. (ولا يستقر على زبد يذهب جفاء) .. (قد تنفع الذكرى) .. (وآواه إلى حجرته فأطعمه من جوع وآمنه من خوف).
رابعًا: تحتوي جميع قصص يوسف السباعي على الكثير من الحِكَم والعبارات التي تستحق أن تسجل.

وأعيب على (سُمَّار الليالي) سذاجة بعض قصصها أحيانًا، ومباشرة الهدف والغرض الذي تُبنى عليه أغلب القصص .. ويمكن أن يكون ذلك بسبب أن (سُمَّار الليالي) كانت من بواكير أعمال يوسف السباعي حيث لم يكن فكره القصصي قد نضج بعد.

تقييمي النهائي 7.5 من 10.

الأربعاء، 11 نوفمبر 2015

رواية (الفرسان الثلاثة) - ألكسندر ديماس



تقييمي للرواية في كلماتٍ بسيطةٍ:

مثيرةٌ في أحداثها، محكمةٌ في حبكتها، وإن كان الحوار يصل في بعض المواضع إلى حد السذاجة التي لا تقنع طفلاً صغيراً .. مُركزةٌ في تفاصيلها دون إطالةٍ فلا تصيب بالملل، متنوعةٌ في شخصياتها .. أعتقد أن الترجمة العربية للرواية لم تكن بالصورة المثالية التي توصل للقارئ العربي نفس معاني وانطباعات النص الفرنسي الأصلي للرواية أو حتى ترجمته الإنجليزية.
أتعجب من تعامل معظم الشخصيات داخل الرواية مع (الزوجة/العشيقة) بطريقةٍ عاديةٍ وكأنه أمرٌ بديهيٌ في مجتمع القرن السابع عشر في أوروبا.

تقييمي بالدرجات 6 من 10.

السبت، 31 أكتوبر 2015

هؤلاء يجب أن تحذفهم من حياتك



علَّمتني الحياة أن البعض قد يتوددون إليك ويسألون عنك ويَدْعُونك إلى مناسباتهم فقط من أجل مصلحةٍ عابرة أو خدمةٍ يحتاجونها منك .. فإذا ما انقضت تلك المصلحة وتمت لهم هذه الخدمة، وضعوك في ركنٍ نسيٍّ من أركان حياتهم المزدحمة بآخرين يقدمون لهم خدماتٍ مختلفة ويحققون لهم مصالح أخرى .. ثم يتركونك لأشْهُرٍ - وربما لسنواتٍ - دون سؤالٍ عن حالك أو اطمئنانٍ على صحتك، حتى إذا ما أرادوا منك خدمةً جديدةً، أتوا بك من جديدٍ من فوق أرفف نسيانهم لينفُضُوا عنك غبار الهجر وعدم الاهتمام .. ثم بكل وقاحةٍ، يطلبون منك خدمةً جديدة!.
مثل هؤلاء .. لا يستحقون صدمتك تجاههم، ولا يستحقون أن تحزن على سلوكهم المختل.
مثل هؤلاء .. لا يستحقون إلا أن تزدريهم باحتقارٍ .. ثم تبتعد عنهم في هدوءٍ واضعًا إياهم في مكانهم الذي يستحقونه.
مثل هؤلاء لا يستحقون إلا أن ترمي بهم في غياهب النسيان كأنهم لم يُوجَدوا من قبل في حياتك.

السبت، 17 أكتوبر 2015

قواعد الاحترام الأربعون - القاعدة الثلاثون

لكي تعلم مدى الانحطاط والتدني في الأخلاق الذي وصلنا إليه في بلدنا .. راقب تصرفاتنا أثناء قيادة السيارة في شوارعنا لكي تعلم هذه الحقيقة المؤسفة: لقد أصبحنا شعبًا بلا أخلاق!.
شاهد سلوكنا أثناء وقوفنا في أي طابورٍ لكي تدرك هذه الحقيقة المحزنة: لقد أضحينا شعبًا لا يعرف الاحترام!.
دَعْ هاتفك المحمول - أو حتى قلمك الجاف الرخيص - في أي مكانٍ عامٍ، وعُدْ إلى المكان الذي تركته فيه لكي تتأكد من هذه الحقيقة المخزية: لقد أمسينا شعبًا بلا دين!.
عندما نرى كل سيارةٍ تسير في حارتها المخصصة لها دون أن تكسر على جارتها في الطريق، وعندما نجد الإشارة حمراء فنقف ونجدها صفراء فننتظر ونجدها خضراء فننطلق، وعندما يتوقف الطريق فلا أتعدى على الطريق المعاكس لتجاوز الأزمة فأتسبب في أزمة أشد للقادمين في الاتجاه المعاكس، وعندما أقف في طابورٍ فأحترم الواقفين ولا أتجاوزهم للوصول لأوله دون مراعاةٍ لمن يقف، وعندما يضيع هاتفي المحمول فأرجع إلى مكان ضياعه فأجده أو أتصل على رقمي فأجد من يرد عليّ ليقول لي لقد عثرت على هاتفك فانظر كيف أوصله إليك ..
عندما يحدث كل هذا .. يمكننا القول وقتها أننا شعب على خُلق، يحترم بعضه البعض، متدين بطبعه.

الجمعة، 9 أكتوبر 2015

رواية (ثلاثية غرناطة) - رضوى عاشور



لم يحدث أن عشت مع شخصيات روايةٍ، واندمجت مع أحداثها، وامتزجت مع الأماكن التي تدور فيها كما حدث مع رواية ثلاثية غرناطة للرائعة رضوى عاشور، للدرجة التي جعلتني أُنهي قراءتها قبل الموعد الذي ضربته لإنهائها قبل البدء في قراءتها، وهذا نادرًا ما يحدث.
كنت كلما أبدأ في القراءة، أنعزل عن عالمي وعن كل ما يحدث من حولي .. كنت أنتقل بكل حواسي إلى بلاد الأندلس بسحرها، وجمالها، وقصورها، وجنانها،وعزها .. وذلها.
هناك أكثر من مشهدٍ توقفت عندهم أثناء قراءتي للرواية:
المشهد الأول:
 مشهد ترحيل المسلمين من غرناطة منذ أن علم (علي) بالخبر وأخفاه عن جدته (مريمة)، ثم تجهيزه للرحيل، مرورًا بتجمع المُرحَّلين في ساحة غرناطة، ثم مشهد القافلة وهي تُساق خارجة من غرناطة في ذلٍ وانكسارٍ، ومرض (مريمة) وحمل (علي) لها بين يديه عندما لم تستطع استكمال السير على قدميها، ثم موتها ودفن (علي) لها .. لم أستطع استكمال قراءة هذا الجزء من الرواية أكثر من مرة، وتوقفت بسبب دموعي التي انسالت من عيناي - لا شعوريًا - رقراقةً وأنا أتخيل نفسي فردًا من أفراد القافلة المُرَحَّلة.
المشهد الثاني:
 "والله يا أخي ما يعذبني أكثر من السؤال، أين ذهب العرب والمسلمون؟" .. جملة قيلت في الرواية، وسؤال سألته لنفسي أكثر من مرة أثناء قراءتي لما يحدث للمسلمين في الأندلس: أين كان المسلمون مما حدث؟ ماذا فعل مسلمو العراق والشام ومصر والمغرب لمسلمي الأندلس؟ وكيف تركوا الأندلس تسقط بكل هذه البساطة؟!
ثم تذكرت أنني أعيش في زمن سقطت فيه فلسطين في أيدي الصهاينة .. تذكرت أنني أعيش في زمن حدثت فيه إبادة للمسلمين في البوسنة وفي كوسوفو وفي بورما .. تذكرت أنني أعيش في زمن خُرِّبت فيه العراق وسوريا واليمن .. تذكرت كل هذا الذي حدث تحت سمعنا وأبصارنا جميعًا ولم نحرك ساكنًا، فابتلعت سؤالي وزالت دهشتي لما حدث في الأندلس.
المشهد الثالث: 
" - قد تأتينا النجدة.
- انتظرناها مائة عام."
حوارٌ دار في نهاية الرواية بين اثنين من المُرحَّلين من بالنسية .. يُلَخِّص مشهد سقوط الأندلس في زمانهم .. ويلخص مشهد سقوط القدس في زماننا.
المشهد الرابع:
 لا بد أن نُظهر بشاعة ما قام به القشتاليون تجاه مسلمي الأندلس أمام الرأي العام العالمي، من تنصيرٍ وتعميدٍ إجباري للمسلمين، وتغييرٍ للأسماء العربية وتحويلها للقشتالية، وتهجيرٍ قسري من القرى والمدن، واستيلاءٍ على الأملاك، وتجريمٍ لاستخدام اللغة العربية في المحادثات والمكاتبات، وتجريمِ تملك الكتب الإسلامية والعربية، وحرق جميع المصاحف والكتب الإسلامية، وغيرها من الممارسات الإرهابية التي مارسها الأوروبيون أثناء ترحيلهم للمسلمين من الأندلس .. لا بد من إظهار كل ذلك من أجل إيصال رسالةٍ لهم بأنهم أصل الإرهاب ومنبعه .. وكما توجد داعش في عصرنا هذا ، فقد كانوا هم أشد فتكًا وأكثر إرهابًا من داعش وأمثالها.

نهايةً .. كم أشعر بغصةٍ هائلةٍ في حلقي منذ قراءتي لتلك الرواية .. وكم أشعر بتأثير ذلك الخنجر الذي غرسته رضوى في قلبي .. وإنني لمتيقنٌ من أن ذلك الخنجر سيترك أثرًا كبيرًا وجرحًا غائرًا لن يزول أثره من نفسي وروحي وعقلي وقلبي ما حييت.

تقييمي للرواية: 9.5 من 10

الأحد، 13 سبتمبر 2015

مع بني الإنسان .. توقع دائمًا الأسوأ

مع بني الإنسان، توقع دائمًا الأسوأ في أي وقت، حتى لا تكون صدمتك عنيفةً عند حدوث هذا الأسوأ .. فالبشر لا يحكمهم منطقٌ، ولا يضمن سلوكهم ضامنٌ، وطبعهم الغدر، ونفوسهم متقلبةٌ كتقلب فصول العام الأربعة.
أما مع الله، فتوقع دائمًا الأفضل والأجمل والأعظم .. فالله قد قال في كتابه: ''فما ظنكم برب العالمين؟'' .. وقال أيضا: ''أنا عند ظن عبدي بي'' .. فأحسنوا الظن بالله.

السبت، 12 سبتمبر 2015

رواية (حواديت السعادة) - شريف أسعد



لا أستطيع أن أصنفها على أنها ''رواية'' .. بل هي إلى ''الحدوتة'' أو ''القصة الطريفة'' أقرب .. تناولت قضية هامة في صورة كوميدية مبالغ فيها كثيرا .. فقضية تحول العلاقة بين الرجل والمرأة بعد الزواج هي قضية هامة تحتاج إلى دراسات جادة لمعرفة أسباب المشكلة وطرق تجنبها والوقوع فيها أو - على الأقل - تقليل تأثيرها على الحياة الزوجية.
أعتقد أن الفكرة مأخوذة من فيلم (طير إنت) للفنان أحمد مكي، وهناك تشابه كبير أيضا بين فكرة القصة وبين سلسلة (فانتازيا) للكاتب أحمد خالد توفيق.
كمية خفة الدم و''الألش'' - الغير مبرر في بعض الأحيان - كان مبالغ فيه في الرواية .. وهذا لا ينفي كونها ''حدوتة'' لطيفة ظريفة خفيفة.
تقييمي العام لها لا يتعدى 5 من 10.

السبت، 29 أغسطس 2015

رواية (صالح هيصة) - خيري شلبي



هي روايةٌ من تلك الروايات التي تعتمد على تيمة ترميز مصر والمجتمع المصري وإسقاطهما على مكانٍ ما، شأنها في ذلك شأن الكثير من الروايات مثل مدرسة الأديب علاء الأسوانى في رواياته الثلاثة: شيكاجو وعمارة يعقوبيان ونادي السيارات.
وفي روايتنا هنا نجد أن قهوة حكيم هي التي ترمز إلى الوطن الكبير مصر في فترة السبعينات، وتجمع داخل جدرانها وحدودها جميع فئات الشعب على كل شكلٍ ولونٍ بكل توجهاته الفكرية والثقافية والسياسية وبكل فروقاته الاجتماعية وتباين مستوياته الاقتصادية.
بينما نجد أن شخصية (صالح هيصة) ترمز للمواطن المصري البائس الذي يملك العقل الراجح الذي يعي ويحلل جيدًا كل ما يجري حوله من أحداث .. ويملك الفكر المستنير الذي يجعله يمنح الرأي والنصيحة الرشيدة عند طلبها .. ويملك التدين الذي ظهر وقت الشدة حين راودته (حياة البري) عن نفسها فأعرض عنها وقال إني أخاف الله .. ويملك ''جدعنة ابن البلد'' الذي يهب لنجدتك إذا ما وقع أحدٌ في مأزقٍ أو تعرض صديقٌ لمكروهٍ .. ويملك الحكمة التي وهبتها إياه تجارب الحياة وصعابها في بلد ملئٌ بالمشاكل اليومية في كل نواحي الحياة.
لكنه ومع كل ما سبق فإنه قد وقع ضحية الظروف المعيشية الصعبة والفقر الذي نشأ فيه في صغره، ووقع ضحية أبٍ أهمل في تربية أبنائه، ووقع ضحية الحب الذي ذهب أدراج الرياح وأودى به إلى حافة الجنون، ووقع ضحية الظروف السياسية في مصر من احتلالٍ ثم نصرٍ ثم معاهدة سلام قسَّمت أبناء الوطن الواحد وأبعدت مصر عن مائدة العرب .. كل هذا جعل منه إنسانًا يعيش بلا هدفٍ بتغييب عقله بإرادته عن طريق الوقوع أسير المخدرات وعمل ''خلطة الهيصة'' التي تذهب به إلى عوالمَ أخرى موازيةٍ لا تمت لعالمنا في شيءٍ هربًا من واقعٍ مريرٍ وحياةٍ ذليلةٍ في بلدٍ لا كرامة فيه لأبنائه.
وأعيب على الكاتب تصويره لكل الشعب المصري تقريبًا بأنه شعبٌ غارقٌ في المخدرات من أعلى رأسه حتى أخمص قدميه، وهو ما يخالف الحقيقة، فربما يكون هناك الكثيرون الذين يتعاطون المخدرات لكن في المقابل يوجد أيضًا نسبةٌ كبيرة ٌ لا تقرب مجرد السيجارة.
كذلك أعيب على الرواية كثرة شخصياتها الثانوية التي كان يمكن اختصارها في عددٍ أقلٍ، ففي النصف الأول من الرواية حدث أكثر من مرة أن اختلطت عليَّ أسماء الشخصيات، ما كان يجعلني عند كل توقفٍ مؤقتٍ أن أسترجع بضع صفحاتٍ للوراء كي أتذكر من كان (قمر المحروقي) أو (طلعت الإمبابي) أو (أحمد عاصم) أو (مصطفى لمعي) أو (إبراهيم القماح) أو (وجيه فرحان).

هل لاحظتم أن راوي الرواية لم يظهر اسمه أو شخصيته طوال أحداث الرواية؟!

عامةً الرواية جيدة وأمنحها 7 من 10.

الأربعاء، 29 يوليو 2015

قواعد الاحترام الأربعون - القاعدة التاسعة والعشرون

ماذا يحدث إذا هنّأ الفريقُ المهزوم الفريقَ الفائز على فوزه بالبطولة؟!
وماذا يحدث إذا لم يتطاول مشجعو الفريق الفائز على مشجعي الفريق المهزوم؟!
وماذا يحدث إذا نظرنا إلى الرياضة على أنها أخلاقٌ ومبادئٌ واحترامٌ وتنافسٌ شريفٌ؟!
إذا حدث كل ما سبق .. سننتقل من خانة دول العالم الثالث إلى دول العالم الأول.
ينقصنا الاحترام .. والوعي .. والأخلاق .. والأدب .. وحسن التربية .. وتطبيق الدين.
ينقصنا أن نكون بشرًا .. محترمين.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق).

قواعد الاحترام الأربعون - القاعدة الثامنة والعشرون

الرياضة في بلادي تشاحنٌ وتلاسنٌ وتطاحنٌ .. يفوز فريقٌ بمباراةٍ على منافسه، فيسارع مشجعوه بالاستهزاء وإلقاء النكات السخيفة على مشجعي الفريق المنافس .. يفوز فريقٌ ببطولةٍ، فيتسابق مشجعوه على التقليل من شأن مشجعي المنافس وإظهار المهارات في قلة الأدب وطول اللسان.
لم تُخلَق الرياضة من أجل هذا يا سادة .. فالرياضة تهذيبٌ للنفوس وترويحٌ للعقول وتقويمٌ للأجساد والأرواح .. وقبل كل هذا هي وسيلةٌ للتقارب والتآلف بين البشر وأداةٌ لترسيخ أواصر الاحترام فيما بينهم.



الجمعة، 10 يوليو 2015

قواعد الاحترام الأربعون - القاعدة السابعة والعشرون

﴿فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا﴾ [الأحزاب – 32[.

توجيهٌ تربويٌ من رب العالمين إلى نساء النبي صلى الله عليه وسلم وجميع نساء المسلمين بتوخي الحذر أثناء الحديث مع الرجال، وإغلاق بابٍ من أبواب الفتن بين النساء والرجال .. ﴿فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ﴾، أي لا تتحدثن مع الرجال بطريقةٍ بها ترقيقٌ للكلام أو بأسلوبٍ فيه تبسطٌ ودلالٌ .. ﴿فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ﴾، أي فيؤدي ذلك إلى طمع بعض الرجال ضعفاء النفوس مرضى القلوب، ويؤدي إلى فهمهم الخاطئ بأن وراء هذا الأسلوب الرقيق ما هو أكثر، فيتجاوزون معهن بالكلام أو بما هو أكثر من الكلام ويحدث ما لا يحمد وعقباه .. ﴿وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا﴾، أي تكلمن مع الرجال بطريقةٍ طبيعيةٍ لا دلال بها ولا رقة.

وقد اختص الله المرأة بالتوجيه في هذه الآية دون الرجل .. لعلم الله بأن مفتاح أي علاقةٍ آثمةٍ يكون بيد المرأة وبإرادتها .. فلو أرادت المرأة أن تجذب الرجل إليها لاستطاعت، ولو أرادت أن توقفه عند حدٍ معينٍ لا يتجاوزه لاستطاعت أيضًا .. فالمرأة هي المتحكمة في ''ترمومتر'' العلاقة وحدودها مع أي رجلٍ.

وما أكثر الرجال في زمننا هذا الذين ينطبق عليهم قول الله ﴿فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ﴾، وما أكثر النساء اللاتي ﴿تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ﴾ .. وهذا سببٌ رئيسٌ في حدوث كثيرٍ من التجاوزات من الطرفين، حتى للمتزوجين والمتزوجات منهم .. فنرى جرائم الزنا بين المتزوجين قد انتشرت انتشار الوباء، ونرى جرائم الاغتصاب قد ازدادت معدلاتها باطرادٍ .. ومن الأسباب التي تفسح الطريق أمام هذه الجرائم هو فتح بابٍ صغيرٍ مواربٍ من المرأة بترققها ودلالها أثناء الحديث مع الرجال الغرباء.

فلتحذري أيتها المرأة المسلمة في تعاملاتك مع الرجال .. ولا تكوني سببًا في إطماع من في قلبه مرضٌ وهم كُثر .. وكما يقول بيت الشعر العربي: ''كل الحوادث مبدأها من النظر .. ومعظم النار من مستصغر الشرر'' .. فاجعلي بينك وبين الرجال حجابًا يُحَس ولا يُرَى .. والتزمي بتوجيه الله لك، فتكوني بذلك قد احترمت نفسك باحترامك لكلام الله، وتكوني بذلك قد صنتِ نفسك من أذى مرضى القلوب من الرجال.


الخميس، 9 يوليو 2015

قواعد الاحترام الأربعون - القاعدة السادسة والعشرون

عندما تتمكن من أن يكون ما تقوله في ظهر إنسانٍ هو نفسه ما تقوله في حضوره دون زيادةٍ أو نقصانٍ .. فهذا هو قمة الاحترام للنفس، وهذا هو قمة السمو الإنساني.

الخميس، 18 يونيو 2015

رواية (أولاد حارتنا) - نجيب محفوظ



باختصارٍ .. الرواية لم تكن تستحق كل الضجة التي حدثت حولها .. لا شك أن شخصيات أدهم وجبل ورفاعة وقاسم مستوحاة من قصص أنبياء الله آدم وموسى وعيسى ومحمد .. المشكلة التي حدثت وسوء الفهم الذي نتج عن الرواية هو أن الناس حاسبت نجيب محفوظ على أن أدهم هو آدم .. وإدريس هو إبليس .. وقدري هو قابيل .. وهمام هو هابيل .. وجبل هو موسى .. ورفاعة هو عيسى .. وقاسم هو محمد .. والجبلاوي - حاشا لله - هو الله .. من قال أن هذه الشخصيات الخيالية هي نفسها نفس الشخصيات الحقيقية التي ذكرتها؟! .. لا يجب أن نحاسب أديبا على رواية بها شخصيات خيالية مستوحاة من شخصيات حقيقية وننصب له المشانق لأننا نتعامل على أن الشخصية الخيالية والحقيقية هما شخص واحد .. بينما الأديب يقول إن هذا شخص وذاك شخص آخر تماما !!
ثم من قال أن الجبلاوي هو الله؟! أذكر عندما توفي الجبلاوي في نهاية الرواية أن أحد أشخاص الحارة قال: ''الله يرحمه'' .. فلماذا حاسب الناس نجيب محفوظ أن الجبلاوي هو الله؟!.
وقد قال نجيب محفوظ نفسه عن الرواية: إن رواية أولاد حارتنا التي أساء البعض فهمها لم تخرج عن هذه الرؤية .. إن أي مشروع حضاري عربي لا بد أن يقوم على محورين: الإسلام الذي هو منبع قيم الخير في أمتنا، والعلم الذي هو أداة التقدم والنهضة في حاضرنا ومستقبلنا.
ولقد كان المغزى الكبير الذي توجت به الرواية أحداثها .. أن الناس حين تخلوا عن الدين ممثلا في ''الجبلاوي''، وتصوروا أنهم يستطيعون بالعلم وحده ممثلا في ''عرفة'' أن يديروا حياتهم على أرضهم (التي هي حارتنا) .. اكتشفوا أن العلم بغير الدين قد تحول إلى أداة شر، وأنه قد أسلمهم إلى استبداد الحاكم وسلبهم حريتهم .. فعادوا من جديد يبحثون عن ''الجبلاوي''.
وأنا أتفق مع تفسير نجيب محفوظ بأن الجبلاوي هو رمز للدين وليس رمزا لله.
وأذكر في هذا الصدد مقولة للإمام محمد عبده يقول فيها: ''لقد اشتهر بين المسلمين وعرف من قواعد أحكام دينهم، أنه إذا صدر قول من قائل يحتمل الكفر من مائة وجه ويحتمل الإيمان من وجه واحد، حمل على الإيمان ولا يجوز حمله على الكفر''.

ولا أخفي سرًا أنني كنت خائفًا من قراءة الرواية منذ زمنٍ وكان لدي انطباع مسبق عنها بأنها (فيها لبش وعك) .. لكن بعد قراءتها تغير رأيي تمامًا، وأصبح رأيي الآن عن بينة .. وأدعو كل من لم يقرأ الرواية وأعطاها حكمًا وانطباعًا مسبقًا بأن يقرأها ويعيد حكمه عليها بعد القراءة.

الأحد، 14 يونيو 2015

قواعد الاحترام الأربعون - القاعدة الخامسة والعشرون

تتسلسل الشياطين في رمضان .. لا شك في هذا .. لكنها قبل أن تتسلسل فإنها تترك وكلاءها من شياطين الإنس أحرارًا طُلَقاء ليحلوا محلهم خلال الشهر الفضيل.
فبنظرةٍ سريعةٍ على الإعلانات على جانبي الطريقين الدائري والمحور، فسوف تدرك أن الشياطين قد بدأت عملها مبكرًا قبل بداية الشهر الكريم عن طريق صور أبطال وبطلات ''مسلسِلات'' رمضان التي تتصدر كل الإعلانات على الطريقين، لكي يجتذبوا الزبائن ويقوموا بتحفيظهم عناوين وأ
سماء أبطال وبطلات ''المسلسِلات'' التي سوف ''تسلسل'' الصائمين أمام الشاشات أربع وعشرين ساعة كل يومٍ من أيام شهر رمضان.
ثم نظرةٌ سريعةٌ أخرى بين قنوات الهري الفضائية، لكي تدرك أنك مُحَاصرٌ لا محالة بتلك الإعلانات مرةً أخرى ولكن في صورة ''بروموهات'' جذابةٍ شيقةٍ تجعلك منتظرًا في شغفٍ بداية شهر رمضان كي تبدأ في متابعة هذا "المسلسِل" المبهر، وتلك الفنانة الفاتنة، وتلكما البطلتين المشاكستين، وهذا البطل الوسيم، وهذا البرنامج الذي تدور مقالبه في الجو بعد أن تابعوا حلقاته في الأعوام السابقة والتي دارت رحاها فوق الأرض مرةً وتحت الأرض تارةً وفي البحر تارةً أخرى، وهذا وتلك و.......إلخ.
وهكذا فقد اطمأن إبليس وأتباعه من الشياطين أنهم سوف يسلسَلون بالأغلال بينما سينامون ملء أجفانهم شهرًا كاملاً وفي بطونهم بطيخٌ صيفيٌ من النوع الممتاز .. معتمدين على رجالهم من شياطين وشيطانات الإنس الذين يؤدون أدوارهم بمهارةٍ منقطعة النظير .. بل ويزدادون مهارةً عامًا بعد عامٍ حتى تفوَّقوا على ساداتهم من شياطين الجن.

هنيئًا لكل من استطاع أن يقاوم هذا العبث السنوي وتفرغ للهدف الرئيس من هذا الشهر وهو العبادة والتقرب إلى الله .. وتعسًا لكل من سقط في براثن وشباك شياطين الإنس والجن .. ''خاب وخسر من أدرك رمضان ولم يُغفر له'' .. صدقت يا حبيبي يا رسول الله.

احترموا شهر رمضان ..
احترموا قدسية أيامه المباركة ..
احترموا ربكم .. واحترموا شهركم .. تفوزوا بالغفران.

الجمعة، 12 يونيو 2015

قواعد الاحترام الأربعون - القاعدة الرابعة والعشرون



﴿هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ﴾ ؟! [الرحمن - 60].

تساؤلٌ - في ظاهره السؤال وفي باطنه الإجابة - من رب العالمين لعباده المحسنين الصالحين .. ليس لأنه ينتظر منهم إجابةً بنعمٍ أو لا على هذا السؤال .. لأنه في الحقيقة سؤالٌ لا يحتمل إلا إجابةً واحدةً: بلى يا رب، ليس جزاء الإحسان إلا الإحسان.
والمقصود باﻹحسان الأولى، هو كل ما يرتضيه الله من عبده من أعمالٍ صالحةٍ في الدنيا .. أما المقصود بالإحسان الثانية، فهو إحسان الجزاء في الآخرة من الله لعبده الصالح .. يقول تعالى: ﴿لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى﴾ [النجم - 31].

وهذا مبدأٌ قرآنيٌ وقاعدةٌ إلهيةٌ أخرى من قواعد احترام الله لعباده الصالحين .. فالعمل الصالح من العبد (إحسان العبد) = رضا الله ومكافأته بالجنة (إحسان الله).

ومن الاحترام أن نطبِّق ذات القاعدة مع بعضنا البعض، فمن اجتهد وأخلص في عمله وجب على رب العمل أن يكافئه .. ومن أدى لي خدمةً وجب عليَّ أن أكافئه نظير خدمته ولا أبخسه حقه .. بذلك نكون قد اقتدينا بالعدل الإلهي ونكون من المحترمين.

الأحد، 24 مايو 2015

قواعد الاحترام الأربعون - القاعدة الثالثة والعشرون



﴿وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمَْ﴾ [الشعراء - 183].

قاعدةٌ قرآنيةٌ أخرى تعلمنا احترام الآخرين مهما كان انتماؤهم أو دينهم أو جنسهم أو درجتهم في المجتمع أو منصبهم، بأن نعطي كل شخصٍ قدره، وألا ننتقص حقًا من حقوق الناس، وألا نأخذ حقًًا دون رضا صاحبه، وأن نسعى لإقامة العدل فيما بيننا حتى تستقيم حياتنا.




قواعد الاحترام الأربعون - القاعدة الثانية والعشرون



﴿ وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا ﴾ [الفرقان - 63].

مبدأٌ قرآنيٌ جميلٌ لو طبقته فسوف يغنيك عن الجدال العقيم الذي لا فائدة من ورائه ..
لا تقحم نفسك في حوارٍ وأنت متيقنٌ أن صاحبه لن يستمع إلا إلى ما هو مقتنعٌ به فقط ..
لا تشغل عقلك بمحاولة النقاش مع من لا يجدي النقاش معه ..
لا تُضِعْ وقتك مع عقلٍ ميئوسٍ من شفائه .. احترم نفسك وأعْرِض عن الجاهلين.

قواعد الاحترام الأربعون - القاعدة الحادية والعشرون



﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّىٰ تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَىٰ أَهْلِهَا ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ [النور - 27].
الاستئذان خُلقٌ علمنا إياه القرآن الكريم .. وهو دلالةٌ على احترام الإسلام لخصوصية الفرد واحترامه لحرمة البيوت ..
استئذانك من أخيك .. هو احترامٌ له واحترامٌ لخصوصيته .. فتعوَّد أن تكون من المحترمين.

الجمعة، 15 مايو 2015

قواعد الاحترام الأربعون - القاعدة العشرون

محمد أبو تريكة .. هادي خشبة .. ربيع ياسين .. محمد رمضان .. مجدي طلبة .. عماد النحاس .. أحمد عبد الظاهر .. مختار مختار .. محمد عامر .. طارق سليمان.
عشرة لاعبون اشتهرت أسماؤهم وأحبهم الناس بفضل دماثة أخلاقهم قبل مهارة أقدامهم .. لم يختلف على حبهم واحترامهم أحدٌ طيلة تاريخهم الطويل، حتى جاء اليوم الذي انقلب فيه كل شيءٍ رأسًا على عقبٍ  ..
هم اليوم في دائرة الاتهام وتم رفع قضية للحجز على أموالهم بزعم تعاطفهم ودعمهم للإرهاب!!!
هل أصبح التمتع بالأخلاق الفاضلة والسيرة الطيبة والاحترام الذي أصبح عملةً نادرةً، هل أصبح من يتمتع بكل ذلك هو محل اتهامٍ وموضع شكٍ أن يكون إرهابيًّا أو - على أقل تقديرٍ - متعاطفًا مع الإرهاب؟!!!
هل يريدون أن تكون المعادلة ''أنت محترمٌ .. إذن أنت إرهابي'' وبالتالي ''أنت منحلٌ أخلاقيًّا .. إذن أنت في الأمان''؟!!

قديما قال شوقي: إنما الأمم الأخلاق ما بقيت، فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا.

واليوم صاروا يريدونها: إنما الأمم الأخلاق ما ذهبت، فإن هم بقيت أخلاقهم .. ذهبوا.

ألا لعنة الله على الظالمين.


الثلاثاء، 12 مايو 2015

قواعد الاحترام الأربعون - القاعدة التاسعة عشرة



لا فائدة من إقالة وزير العدل بسبب ازدراء ابن عامل النظافة ما دام سيأتي غيره يحمل نفس العقلية والفكر .. الفرق بينهما أن الأول قالها صريحة، بينما الثاني سيضمرها في نفسه.
لن نفلح حتى نتغير .. ولن نتغير حتى نرجع لقوانين الله .. لا فضل لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأبيض على أسود، ولا لأسود على أبيض .. إلا بالتقوى.
إن أكرمكم عند الله أتقاكم.




الثلاثاء، 28 أبريل 2015

قواعد الاحترام الأربعون - القاعدة الثامنة عشرة

إذا حدث خلافٌ أو سوء تفاهمٍ بينك وبين صديقك .. فجميلٌ أن تبادر بالكلام معه وتصفية الأمر قبل أن يكبر الخلاف وتضخمه الأيام .. وهذه شيم المحترمين. 

الأحد، 26 أبريل 2015

قواعد الاحترام الأربعون - القاعدة السابعة عشرة



﴿وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا [ سورة النساء - 86].
قاعدةٌ قرآنيةٌ في كيفية التعامل المحترم بين البشر.


الاثنين، 20 أبريل 2015

قواعد الاحترام الأربعون - القاعدة السادسة عشرة

الحرية ليست في أن أجبر الآخرين على أن يفعلوا ما أريد .. بل الحرية في أن أحترم الآخرين حتى لو كان ما يفعلوه عكس ما أريد، بما لا يتعارض مع ثابتٍ ديني أو أخلاقي.

الأحد، 19 أبريل 2015

كتاب (وحي القلم - ج1) - مصطفى صادق الرافعي



وحي القلم .. كتابٌ قمت بشرائه منذ اثني عشر عامًا، ولم أقرأه للمرة الأولى إلا معكم هنا في (هيا بنا نقرأ) .. وكم ندمت أنني تركته على رف مكتبتي طوال هذه المدة.

وحي القلم .. كتابٌ من أفضل ما قرأت، إن لم يكن - بلا مبالغة - الأفضل على الإطلاق .. تمكنٌ لُغوي، وتحكمٌ في الكلمات، ومهارةٌ في الصياغة، وعبقريةٌ في الأسلوب، وإبداعٌ في اختيار موضوعات مقالاته.

وحي القلم .. كتابٌ تشعر وأنت تقرأه أنه قد كُتِبَ بحروفٍ سحرية تأسر القلب وتخلب اللب وتسمو بالروح بعيدًا عن الأرض في عذوبةٍ وسلاسةٍ لم أرَ لهما مثيلاً.

وحي القلم .. كتابٌ عندما تبدأ في قراءةِ مقالاته، فإنك تنعزل - لا إراديًّا - عن كل من وما حولك، ولا تساورك أدنى رغبة في ترك الكتاب، ولا يصيبك أي شعورٍ بالملل .. بل إنني شعرت بالحزن وأنا أقترب من نهاية صفحات الكتاب، وهو شعورٌ قلما انتابني مع كتابٍ قرأته.

وحي القلم .. كتابٌ تنوعت موضوعات مقالاته، وتميزت بأنها من النوع الذي يُقرأ في أي زمانٍ، فلا ترتبط بزمن كتابتها، وتفردت بعبقرية اختيار موضوعاتها وطريقة تناولها وطرحها .. وهذا سر جمالها وسحرها وعبقريتها.

وحي القلم .. كتابٌ تعيد قراءة مقالاته أكثر من مرة من أجل المتعة، ومن أكثر المقالات التي أعجبتني شخصيًّا مقال (اجتلاء) الذي قرأته ثلاث مراتٍ من فرط روعة بيانه وسحر أسلوبه وعظمة مضمونه الذي أعادني لأيام طفولتي في العيد .. فأثناء قراءتي للمقال كنت أرى بين سطوره نفسي وأنا طفل صغير أمرح يوم العيد مع أقراني في سعادة لا يشوبها شعور بمسئوليةٍ أو إحساس بهموم الحياة وتعقيداتها.

وحي القلم .. كتابٌ يظهر فيه بجلاءٍ النزعة الدينية للكاتب، وتتأصل فيه القيم الأخلاقية والتربوية الإسلامية، وتكمن بين طياته الخبرات الحياتية لكاتبه .. لتُكَوِّن خليطًا نموذجيًّا يصلح كقواعد وأسس راسخة لتربية أبنائنا في زمنٍ عجزت فيه حِيَل التربية للأبناء وصَعُبَت فيه وسائل تقويمهم.

وحي القلم .. كتابٌ يستحق أن تزدان به أي مكتبة .. وكاتبٌ يستحق أن أبدأ بالبحث عن بقية كتبه لأنال شرف اقتنائها.

وحي القلم .. كتابٌ لا يمكن أن يتلألأ بأقل من النجمات العشرة.

الثلاثاء، 14 أبريل 2015

قواعد الاحترام الأربعون - القاعدة الخامسة عشرة



أختاه ..
لماذا تجعلين جسدك أرخص ما تملكين؟!
لماذا تجعلين من جسدك بضاعةً معروضةً للمارة يتفحصون تفاصيلها ويشتهون تملكها؟!
أختاه .. ليست الحرية في إظهار مفاتنك للأعين .. فإن في ذلك عبوديةٌ لهوی نفسك وشيطان غوايتك !
أختاه .. ليست الحرية في تنورةٍ قصيرةٍ أو صدرٍ مكشوفٍ .. بل الحرية في الحياء والاحتشام والعفة والفضيلة ..
أختاه .. فلتجعلي من نفسك ياقوتةً ثمينةً لا يطَّلِع عليها عابثٌ، ولا يلمسها متطفلٌ، ولا يرى بريقها طامعٌ ..
أختاه .. فلتصنعي من الحياء سلاحك، ومن الاحتشام درعك، ومن الفضيلة قلعتك الحامية تصد غارات الأشقياء وشرور الطامعين.  


الأحد، 12 أبريل 2015

قواعد الاحترام الأربعون - القاعدة الرابعة عشرة



التيمات المميزة لأي فيلمٍ مصري في آخر خمس سنواتٍ:
حي شعبي - مخدرات - دعارة - بلطجي - راقصة - أغنية تكاتك!!.
وهو انعكاس طبيعي للشارع المصري الآن .. ونتاج تخريبٍ متعَمَّدٍ لهُوية وشخصية هذا الشعب.
هذا هو ما يريدونه لنا .. وهذا هو ما يريدون أن يرسخوه في أذهان الآخرين عنا.
شاهدوا أفلام الثلاثينيات والأربعينيات لتدركوا الفارق الشاسع لما كنا عليه أمس، وما صرنا إليه اليوم. 
انتبهوا لما يحاك لنا من طمس وتشويه تدريجي لطبائعنا وأخلاقنا وثقافتنا وعاداتنا وديننا .. 
قاطعوا هذا العبث .. قاطعوا أفلام السبكي للتشويه السينمائي. 


السبت، 11 أبريل 2015

قواعد الاحترام الأربعون - القاعدة الثالثة عشرة



تدخينك للسيجارة بجوار شخصٍٍ غير مدخنٍٍ هو عدم احترامٍ لهذا الشخص .. فإن كنت قد ارتضيت الأذى لنفسك، فليس من حقك أن تؤذي الآخرين.
احترم غير المدخن وامتنع عن التدخين في حضوره، تكن من المحترمين. 


قواعد الاحترام الأربعون - القاعدة الثانية عشرة

مشكلة المجتمع المصري المعاصر تتلخص في:
-
 مناهج وطرق تعليميةٍ عقيمةٍ بالمدارس منذ عقودٍ. 
-
 انعدام دور المسجد والكنيسة في ترسيخ القيم الدينية لدى النشء الصغير.
-
 وبالتالي انهيارٌ تدريجيٌ لهيبة المعلم في المدرسة، ولرجل الدين في دار العبادة.
-
 وبالتالي جيلٌ كاملٌ من الآباء لا يملكون الوعي والثقافة والأخلاق اللازمة لتربية أطفالهم تربيةً سليمةً.
-
 وبالتالي انهيارٌ تدريجيٌ لهيبة الأب والأم لدى الأبناء داخل المنزل.
-  وبالتالي جيلٌ آخرٌ لا يعرف أصول الاحترام والذوق والأدب مع الآخرين.
-  وبالتالي انعدامٌ شبه تامٍ للضمير والوعي والأخلاق والوازع الديني للمجتمع ككلٍ.
-  والمحصلة النهائية .. أمةٌ خاويةٌ .. لا هُوية لها .. متخلفةٌ عن ركب التقدم .. يسودها قانون "الفهلوة" و"الحداقة" .. لا تحتاج إلى احتلالٍ خارجي كي تسقط، لأنها هكذا ستُسْقِط نفسها بنفسها.
لقد أصبحنا شعبًا بلا وعيٍ .. بلا خُلقٍ .. بلا دينٍ .. بلا ضميرٍ .. فماذا تتوقع لمستقبل شعبٍ وصل إلى هذا المستوى من التدني؟!
علموا أولادكم أمور دينهم .. علموهم كيف يتعاملون باحترامٍ .. علموهم كيف يختاروا الصديق .. علموهم أن قوة الضمير أهم من قوة القانون.
لو بدأ كل فردٍ في المجتمع بنفسه وأولاده .. ربما - أقول ربما - ينصلح حالنا بعد خمسين عامًا من الآن .. وإلا فإنا ضائعون ضائعون.

الجمعة، 10 أبريل 2015

قواعد الاحترام الأربعون - القاعدة الحادية عشرة

الاحترام لا يرتبط بزمانٍ أو مكانٍ .. الاحترام قائمٌ إلى قيام الساعة .. فلا يحبطنك قلة المحترمين.



قواعد الاحترام الأربعون - القاعدة العاشرة



في مصر فقط  ..
جرِّب أن تكون مواطنًا محترمًا وقِفْ في أي طابورٍ .. بالدور ..
سواءً كان طابور خبز .. مترو .. مصلحة حكومية .... إلخ
تأكد أنه سيأتي أحدهم ليتجاوز كل الواقفين وكأنه لا يراهم ليقف بمنتهى قلة الذوق في أول الطابور ..
هو يعتمد على أن من يقف في دوره بالطابور هو شخصٌ محترمٌ، وبالتالي لن يدخل في مشاحنةٍ معه ..
لماذا لا نكون محترمين لأنفسنا - قبل احترامنا للآخرين - في هذا البلد؟!
لماذا نتعامل بفوضويةٍ وهمجيةٍ وعشوائيةٍ في كل مناحي حياتنا؟!
الإجابة ببساطة .. لأن البيت والمدرسة ودار العبادة صاروا لا دور لهم في بناء النشء الصغير .. بل أصبح الشارع وأصدقاء السوء هم المعلم الأول بكل أسفٍ  ..
إذا أردنا التقدم في يوم ما لهذا البلد .. فالخطوة الأولى تبدأ من تعليم أولادنا كيف يحترمون الآخرين.

الأربعاء، 8 أبريل 2015

قواعد الاحترام الأربعون - القاعدة التاسعة



"(لو سمحت .. من فضلك .. حضرتك .. بعد إذنك .. شكرًا)

كلماتٌ بسيطة النطق لا يتعدى أكبرها سبعة حروفٍ .. لكنها عميقة الأثر، تدل على احترام قائلها لنفسه تمامًا كما تشير إلى احترامه للآخرين .. علمتني أمي إياها مذ عرف لساني كيف تُنطق الكلمات ..
بكل أسفٍ .. هي كلماتٌ لا يعلمها كثيرٌ من الناس هذه الأيام .. علِّمُوها لأبنائكم، فهي إحدى خطوات الإصلاح لجيلٍ تم تفريغه من كل معاني وقيم وقواعد الاحترام.

الاثنين، 6 أبريل 2015

قواعد الاحترام الأربعون - القاعدة الثامنة

"عَلِّمُوا أبناءكم  ....

أن يعشقوا القراءة والكتب  ..
ألا يُلقوا وريقةً في الطريق ..
كيف يجيدون اختيار الصديق ..
أن يحسنوا الاستماع إلى الكبير ..
أن السيجارة محرمةٌ حرمة الخمر والقتل ..
أن يحبوا لغتهم العربية ويجتهدوا في إتقانها  ..

مبادئ علمني إياها والدي في صغري .. يا ليت كل الآباء مثل أبي".      


الأحد، 5 أبريل 2015

قواعد الاحترام الأربعون - القاعدة السابعة

إذا وجدت شخصاً يحرص على التواصل معك، ويسأل عليك من غير مصلحةٍ، ويَصْدُق في حديثه معك من غير تكلفٍ .. فتمسَّك به ولا تتجاهل إقدامه عليك .. فذاك هو الصديق الحق الذي يندر أن يجود الزمان بمثله .. إلا للمخلصين. 

الأربعاء، 25 مارس 2015

رواية (أبو مسلم الخرساني) - جرجي زيدان



من يقرأ لجرجي زيدان لا بد أن يتوخى الحذر بأن لا يعتمد على رواياته بأنها مصدرٌ تاريخيٌ يمكن الرجوع إليه ، فهناك لغطٌ كبيرٌ حول روايات جرجي زيدان التاريخية من ناحية خلط الحقائق بالخيال فتضيع الحقيقة التاريخية وسط الأحداث ، وقد يرسخ في ذهن القارئ أن ما قرأه هو حقيقةٌ تاريخيةٌ لا غبار عليها ، ويتضح أنها محض خيالٍ للكاتب ، لكن القارئ غير المُلم بوقائع التاريخ لن يعي ذلك .. وهذا هو مكمن الخطورة، وهذا ما أخذه العديد من المتخصصين في مجال التاريخ على كتابات جرجي زيدان بوجهٍ عامٍ ، بأن بها تشويهًا للشحصيات والأحداث التاريخية سواءٌ عن عمدٍ أو غير عمدٍ ..
وأنا شخصيًا لا أحبذ الروايات التاريخية لهذا السبب ، فالتاريخ يجب أن يقرأ كما حدث دون تدخلٍ لخيال مؤلفٍ أو إقحامٍ لشخصياتٍ غير حقيقيةٍ أو تغييرِ حدثٍ .. مثال ذلك المسلسل الذي يُذاع حالياً (سرايا عابدين) الذي يعتبر جريمة في حق التاريخ بسبب كم التشويه للشخصيات وللأحداث والتي لا تمت للواقع بصلةٍ.
عامة الرواية كعملٍ أدبي رائعةٌ من حيث الأسلوب والصياغة الأدبية، سهلة الكلمات ، ويعيبها كثرة المؤامرات التي قام بها تقريبًا جميع شخصيات الرواية، وأيضًا أسلوب التخفي .. ويبدو أن هذا طابعٌ مميِّزٌ وبصمةٌ متكررةٌ لجرجي زيدان في رواياته .. فقد سبق أن قرأت له رواية (المملوك الشارد) التي كثرت بها المؤامرات أيضًا بالإضافة إلى الصُدَف المبالغ فيها للأحداث لدرجة أنها أصبحت متوقعةً أثناء القراءة.
نهايةً .. أتمنى أن أقرأ عن أبو مسلم الخراساني وأبي جعفر المنصور وعن هذه الحقبة بوجهٍ عامٍ من الناحية التاريخية البحتة حتى أستطيع أن أقارن بين رواية جرجي زيدان وبين الوقائع الحقيقية.

السبت، 21 مارس 2015

قواعد الاحترام الأربعون - القاعدة السادسة

احرص على أن تكون صريحًا مع أقرب الناس إليك وأن تطلب منهم ما تريده بطريقةٍ مباشِرةٍ .. لأنهم إذا اكتشفوا أنك قد خدعتهم، فسوف تتسبب في حدوث شرخٍ لن تصْلِحه الأيام .. ربما بعدها سيستمرون في التعامل معك، لكن تأكد أنهم لن يعودوا معك كما كانوا من قبل .. احترس قبل ارتكاب تلك الحماقة.

الجمعة، 20 مارس 2015

رواية (مخطوطة ابن إسحاق) - 3 أجزاء - حسن الجندي



تقييمي للجزء الأول: مدينة الموتى:
رواية كان من الممكن أن تكون مميزة ومتفردة لو كان الكاتب (حسن الجندي) قد اهتم باتباع أبسط قواعد الأسلوب الأدبي للرواية ، ولو كانت دار النشر (اكتب) قد قامت بدورها في المراجعة اللغوية الدقيقة ، فكل صفحة لا تقل الأخطاء اللغوية بها - بدون مبالغة - عن سبعة أخطاء لا تخطئها عينا طالب في الصف السادس الابتدائي، فحينما نرى أخطاء من عينة (يبدوا - أرجوا - أشكوا) و (معة - الية - وجة) و (حياه - جامعه - ثانيه) و (ذو الوجهان - إجمتع الباقيين - أقل شيئاً - برادين الشاي) و (بضع شهور - أربع رجال) .. بل وأن تجد خطأً في عنوان الرواية على الغلاف ، مخطوطة (بن) إسحاق ، فأنت أمام دار نشر وكاتب لا يحترمان القارئ.
لن أخوض أكثر من ذلك في الأخطاء اللغوية، وأنتقل إلى السلبية الثانية بالرواية وهي الإسهاب والتطويل بدون داع في مواضع كثيرة، بل ووصل الأمر في أحد المواقف إلى وصف كيفية عمل كوب من الشاي ، بداية من التوجه إلى المطبخ ثم رص الأكواب ووضع الشاي والسكر ومروراً بغلي الماء في برادي شاي وانتظار انتهاء غليان الماء ثم صب الماء في الأكواب ووضعها على الصينية!!!
السلبية الثالثة هي ضعف وركاكة الأسلوب الأدبي وضعف البنية التركيبية للجمل ، فعلی سبيل المثال، هل من المنطقي أن يتذكر الكاتب فجأة أن يصف لنا بطل الرواية في صفحة 156؟!! رغم أنه قد وصف جميع الشخصيات الثانوية فور ذكرها في بداية الرواية.
السلبية الرابعة هي تكرار ذكر الأحداث أكثر من مرة على مدار الرواية على لسان البطل يوسف، فليس من المنطقي أنه كلما قابل شخصاً جديداً أن يقوم بذكر كل ما حدث من البداية مرة أخرى!!
مثل هذه السلبيات ، تدمر وتشوه أي عمل أدبي مهما كانت الفكرة جيدة والحبكة محكمة .. وهذا ما جعلني محبطا أثناء القراءة لأن كل تركيزي كان يضيع كلما وقعت عيناي على كلمة خاطئة أو جملة غير مستساغة أو غير مركبة تركيبا صحيحا.
عموماً .. آمل أن تقل هذه السلبيات في الجزء الثاني حتى ينصب التقييم في المرة القادمة على الجوانب المضيئة.


تقييمي للجزء الثاني: المرتد:

أفضل بمراحل من الجزء الأول من ناحية الإثارة والتشويق في الأحداث .. أقل نسبيًا في الأخطاء اللغوية وإن ظلت موجودة بفجاجة .. أفضل إلى حد ما من ناحية الأسلوب الأدبي .. تقييمي بالدرجات 5/10.


تقييمي للجزء الثالث: العائد:

إحساسك إن في حد كتب الجزأين الأول والثاني وحد تاني كتب الجزء الثالث ده طبيعي .. لأن ببساطة الجزأين الأول والثاني كانوا مع دار نشر اسمها (اكتب) لم تحترم القارئ بعدم مراجعة الرواية لغويًا وإملائيًا .. أما الجزء الثالث فهو مع دار نشر مختلفة هي (ن) ويوجد تدقيق لغوي لشخص اسمه (أحمد عبد المجيد) أقدم له الشكر لوضوح بصمته على الجزء الثالث حيث ندرت الأخطاء اللغوية ، وظهر الأسلوب الأدبي أفضل بمراحل من الجزأين الأول والثاني.

أعتقد إن الجزأين الأول والثاني كانوا ممكن يتم اختصارهم في جزء واحد فقط .. ولكن حدث تطويل كثير وإعادة لسرد أحداث بطريقة مستفزة ووصف لأشياء باستفاضة لم يكن لها أي داعي (زي طريقة عمل كوباية الشاي اللي ئكرتها في الجزء الأول) .. أما الجزء الثالث فملئ بالأحداث والشخصيات .. وعجبني حبكة الأحداث في الجزء الثالث رغم زخمها .. وفي النهاية الرواية ككل هي تجربة جديدة وجريئة مست موضوع لم يتم إثارته بمثل هذا التركيز (وهو موضوع الجان) .. وإن يظل الجزء الأول هو نقطة سوداء للرواية بمشاكله اللي ذكرتها من قبل ولا داعي لتكرارها .. والتقييم النهائي للأجزاء الثلاثة 6 من 10.