وعلى الرغم من كآبة جو هذه الرواية ، ومعاناة بطلها – مجهول الاسم – وتمركز الأحداث في مكان واحد وحول شخص واحد ، والتي من الممكن أن تجعل البعض لا يستسيغ هذه التركيبة .. إلا أن الكاتب استطاع أن يبهرني بطريقة سرده لمشاعر وأفكار البطل السجين الذي سُجِن ظلماً في مكان تقشعر لمجرد ذكره الأبدان مثل معتقل جونتنامو ، وأوصلني الكاتب إلى درجة من الاندماج والامتزاج مع بطل الرواية للدرجة التي جعلتني أعيش معه ، ليس داخل السجن فحسب ، بل داخل عقل السجين بكل أفكاره ومشاعره وهواجسه وإحساسه بالظلم وقهره وإيمانه القوي بالله وثقته التي لم تهتز به ، وهما – الإيمان والثقة بالله – من أهم أسباب تحمله لهول الجحيم الذي عاش فيه لأكثر من خمس سنوات.
أعجبني في الرواية تداخل الآيات القرآنية مع خواطر البطل ، وكذلك أعجبني المراجعة اللغوية الدقيقة والحرص على وضع علامات التشكيل بغزارة – وبدون أخطاء – وهي سمة مميزة لكل مؤلفات د. يوسف زيدان ، مما يجعلني مستمتعاً وتريحني نفسياً وتزيد من تركيزي أثناء القراءة.
الرواية رائعة وتستحق أن أمنحها 9.5 من 10 .. وفي انتظار الجزء الثالث (نور) على أحرِّ من الجمر