الأربعاء، 30 ديسمبر 2015

رواية (في قلبي أنثى عبرية) - خولة حمدي



روايةٌ جذابةٌ ولا تبعث على الملل .. تجربةٌ روائيةٌ أولى رائعة لكاتبةٍ تونسيةٍ شابةٍ استطاعت أن تكتبها باحترافيةٍ عاليةٍ كأنها تكتب منذ سنوات .. بارعة في وصف الحالة النفسية لشخصيات روايتها وجعلتني أندمج معهم حتى النخاع .. لم تلجأ إلى التعقيد في الأسلوب، على العكس فإن أسلوبها بسيط مباشر لا التواء فيه، لكنها البساطة الممتنعة، وأتفق مع شيماء أنها أحدثت خلل لا مبرر له في منتصف الرواية عندما قفزت بالأحداث في مشهد واحد فقط لنتفاجئ أنها خطبت فجأة لحسان ثم عادت لتستكمل أحداث الرواية من جديد، ولم أستحسن هذه القفزة لأن الرواية من أولها لآخرها اعتمدت على السرد المتسلسل زمنيا للأحداث دون عمل قفزات زمنية، مما جعل المشهد المذكور شاذا في أسلوب عرضه وسط الأحداث المتسلسلة .. طرقت مناطق شائكة في العلاقة بين المسلمين وغير المسلمين، واقتحمت بشجاعة مناطق الشك لدى غير المسلمين تجاه الدين الإسلامي وردت - بألسنة أحمد وريما وندى - بإجابات منطقية منظمة واعية على جميع الأسئلة الشائكة، ورسمت صورة مثالية لما يجب أن تكون عليه العلاقة بين أهل الأديان السماوية الثلاثة من خلال تداخل العلاقات الأسرية بين المسلمين واليهود في عائلة جاكوب، وبين المسلمين والمسيحيين واليهود معا في عائلة ندى، وأوضحت أن التشدد أو التسامح لا يرتبط بدين دون آخر، فهناك المسلم المتشدد وهناك المسلم المتسامح المتفهم، وكذلك بالنسبة للمسيحيين واليهود، وأكدت على نقطة هامة أنه يجب ألا نخلط بين اليهودي بوجه عام وبين الصهيوني المعتدي المغتصب لأرضنا.
تأثرت وتزلزلت في مشهد إسلام ندى وطريقة تحريها الحثيث عن حقيقة الإسلام بكل تعقل وتفكر.
تعاطفت كثيرا مع أحمد في أزمته بعد فقده للذاكرة، وعتبت على ندى تخليها عنه بعد فقده بسنتين فقط، وكنت متعاطفا مع حسان الشهم حتى قرر أن يستمر في خطبته لندى رغم عودة أحمد خطيبها الأول فانقلب تعاطفي معه لكره حقيقي، ولم يشفع له عندي شهامته قبلها ولا بعدها.
الرواية تستحق 9 درجات من 10.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق