السبت، 19 أبريل 2014

رواية (1919) - أحمد مراد



1- نجح الكاتب في عدم إصابتي بالملل ، فقد قام بتقسيم روايته إلى مجموعة من الأحداث المشوقة المتسارعة الحدوث ولم يقسم الرواية إلى فصول كما هو معتاد ، ولم يعتمد في أغلبها على الإطالة بدون داع في الحوار أو الوصف ، مما ساعدني على قراءة الرواية بنهم وإنهائها في أقل من ثلاثة أيام رغم كثرة صفحات الرواية البالغة 445 صفحة.
2- نجح الكاتب على المستوى الشخصي في هذا العمل في الخروج من شرنقة الأعمال التي تعتمد على البطل الشمام أو على الأحداث البوليسية كما في رواياته الثلاثة السابقة.
3- نجح الكاتب في الدمج الرائع بين الأحداث التاريخية التي نعرفها جميعا من كتب التاريخ لتلك الفترة ، وبين أبطال روايته الغير حقيقيين ، واستطاع أن يأخذني في آلة الزمن ويعود بي خمس وتسعون عاما إلى الوراء في رحلة مشوقة مثيرة جعلتني أشعر بعد الانتهاء من قراءتها باللهاث كأنني كنت في ماراثون.
4- استفدت العديد من المعلومات الجديدة التي لم أكن أعرفها من قبل ، مثل : (وجود نظام البدلية في بدايات القرن العشرين بأن يدفع القادر رسوما مالية مقابل الإعفاء من الخدمة العسكرية) - (أن الأفيون كان يباع في الصيدليات بطريقة مشروعة حتى عام 1922) - (أن السلطان فؤاد الأول هو أول سلطان من أسرة محمد علي يتزوج من مصرية ، وهي السلطانة نازلي) .. كذلك استفدت مراجعة ما كنت أعرفه من أحداث تاريخية لهذه الفترة الهامة من تاريخ مصر.
5- أعتقد بأن الكاتب عمد إلى إيصال رسالة تم إسقاطها من أحداث ثورة 1919 على واقعنا الحالي المرير ، بأن الثوار دائما ما يتفرقون ولا ينجحون فيما ثاروا من أجله (جميع الثوار في الرواية لقوا مصيرا بشعا ومريرا مثل أحمد كيرة ونجيب الأهواني ودولت وحتى سعد زغلول).
6- أعيب على الكاتب المبالغة في استخدام الألفاظ والأمثال والشتائم الخارجة التي تنكرها الأذن - حتى لو تحجج بأن هذه الألفاظ يستخدمها العامة في أحاديثهم - فليس هذا سببا وجيها لتكرارها وذكرها بصورة مقززة ومستفزة في كل رواياته الأربعة حتى الآن !!! وأعيب عليه أيضا لجوءه الدائم إلى الوصف الجرئ والصادم للجنس بصورة مبالغ فيها ولا داعي لها ، ولا أعلم لماذا يلجأ دائما كبار الأدباء في رواياتهم إلى ذلك، وكأن الرواية لا تكون رواية جيدة بدون جنس صريح !!!! رغم أن الكاتب وصف علاقة الحب بين أحمد ونازلي بدون أي إيحاءات ، وكذلك علاقة عبد القادر بدولت ، ثم حب أحمد وورد .. وهم من أروع ما لمس مشاعري في هذه الرواية ، وسأكتب مقتطفات مما أعجبني لاحقا.
في المقابل ما اثار اشمئزازي أثناء القراءة شخصية مثل بنبة العايقة وسلامة النجس وعبد القادر قبل موت أبيه وورد بعد موت والديها وعملها مع بنبة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق