الأحد، 22 نوفمبر 2015

المجموعة القصصية (سُمَّار الليالي) - يوسف السباعي



بدايةً .. سيكون تقييمي لـ (سُمَّار الليالي) متحيزًا للمبدع يوسف السباعي وكلامي عنها سيكون مجروحًا نظرًا لعشقي منذ صغري لقراءة أي شيء تقع عليه يدي ليوسف السباعي.
منذ أن تبدأ في قراءة إهدائه في مقدمة كتابه، ستدرك أنك مقبل على وقت ممتع من القراءة بين دفتي الكتاب .. فدائمًا ما تكون إهداءات يوسف السباعي في جميع رواياته متميزة وبها فكرة غير تقليدية تجذبك وتشوقك للبدء في قراءة محتوى روايته.
ومنذ الوهلة الأولى لقراءتك (سُمَّار الليالي)، يمكنك أن تستنبط أهم ما يميز أسلوب كتابة يوسف السباعي:

أولاً: تتميز أغلب كتاباته بأنها تتمحور حول حكمةٍ ما تدور حولها أحداث القصة، ودائمًا ما يضع اقتباسًا من أحداث قصته تحت عنوان القصة مباشرة، يكون الهدف والحكمة المقصودة من قصته داخل هذا الاقتباس.
ثانيًا: يتميز أسلوبه في الكتابة بأنه (سهلٌ ممتنعٌ)، ساخر أحيانًا، به خفة ظلٍ محببة إلى النفس دون مبالغة، تعكس شخصية كاتبها صاحب الثقافة الواسعة.
ثالثًا: تتضح ثقافة الكاتب الدينية وتأثره بمفردات القرآن الكريم في كثير من المواضع .. مثل: (قلوب واجفة .. ونفوس حائرة راجفة) .. (وجوه عليها غبرة .. ترهقها قترة .. عاملة ناصبة، ثائرة غاضبة، ليس لهم طعام إلا من ضريع، لا يسمن ولا يغني من جوع .. أضناهم اليأس، وأذلتهم المسغبة .. وهم الذين منوا نفوسهم بكل ما يشتهون من حور عين، وخمر مسكوبة، لا مقطوعة ولا ممنوعة) .. (وخُيِّل إلى قائدهم أن الأرض قد مُدت وألقت ما فيها وتخلت) .. (وهرع الناس إلى دورهم كأنهم حمر مستنفرة، فرت من قسورة) .. (بل اندفع كأنه قذيفة من جهنم لا تبقي ولا تذر) .. (ولكن عينيه كانتا قد سُمرتا في جسدها لا تبغيان عنها حِولا) .. (تؤنس وحشتي، وتعلمني ما ليس لي به علم) .. (ولا يستقر على زبد يذهب جفاء) .. (قد تنفع الذكرى) .. (وآواه إلى حجرته فأطعمه من جوع وآمنه من خوف).
رابعًا: تحتوي جميع قصص يوسف السباعي على الكثير من الحِكَم والعبارات التي تستحق أن تسجل.

وأعيب على (سُمَّار الليالي) سذاجة بعض قصصها أحيانًا، ومباشرة الهدف والغرض الذي تُبنى عليه أغلب القصص .. ويمكن أن يكون ذلك بسبب أن (سُمَّار الليالي) كانت من بواكير أعمال يوسف السباعي حيث لم يكن فكره القصصي قد نضج بعد.

تقييمي النهائي 7.5 من 10.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق