الأحد، 19 أبريل 2015

كتاب (وحي القلم - ج1) - مصطفى صادق الرافعي



وحي القلم .. كتابٌ قمت بشرائه منذ اثني عشر عامًا، ولم أقرأه للمرة الأولى إلا معكم هنا في (هيا بنا نقرأ) .. وكم ندمت أنني تركته على رف مكتبتي طوال هذه المدة.

وحي القلم .. كتابٌ من أفضل ما قرأت، إن لم يكن - بلا مبالغة - الأفضل على الإطلاق .. تمكنٌ لُغوي، وتحكمٌ في الكلمات، ومهارةٌ في الصياغة، وعبقريةٌ في الأسلوب، وإبداعٌ في اختيار موضوعات مقالاته.

وحي القلم .. كتابٌ تشعر وأنت تقرأه أنه قد كُتِبَ بحروفٍ سحرية تأسر القلب وتخلب اللب وتسمو بالروح بعيدًا عن الأرض في عذوبةٍ وسلاسةٍ لم أرَ لهما مثيلاً.

وحي القلم .. كتابٌ عندما تبدأ في قراءةِ مقالاته، فإنك تنعزل - لا إراديًّا - عن كل من وما حولك، ولا تساورك أدنى رغبة في ترك الكتاب، ولا يصيبك أي شعورٍ بالملل .. بل إنني شعرت بالحزن وأنا أقترب من نهاية صفحات الكتاب، وهو شعورٌ قلما انتابني مع كتابٍ قرأته.

وحي القلم .. كتابٌ تنوعت موضوعات مقالاته، وتميزت بأنها من النوع الذي يُقرأ في أي زمانٍ، فلا ترتبط بزمن كتابتها، وتفردت بعبقرية اختيار موضوعاتها وطريقة تناولها وطرحها .. وهذا سر جمالها وسحرها وعبقريتها.

وحي القلم .. كتابٌ تعيد قراءة مقالاته أكثر من مرة من أجل المتعة، ومن أكثر المقالات التي أعجبتني شخصيًّا مقال (اجتلاء) الذي قرأته ثلاث مراتٍ من فرط روعة بيانه وسحر أسلوبه وعظمة مضمونه الذي أعادني لأيام طفولتي في العيد .. فأثناء قراءتي للمقال كنت أرى بين سطوره نفسي وأنا طفل صغير أمرح يوم العيد مع أقراني في سعادة لا يشوبها شعور بمسئوليةٍ أو إحساس بهموم الحياة وتعقيداتها.

وحي القلم .. كتابٌ يظهر فيه بجلاءٍ النزعة الدينية للكاتب، وتتأصل فيه القيم الأخلاقية والتربوية الإسلامية، وتكمن بين طياته الخبرات الحياتية لكاتبه .. لتُكَوِّن خليطًا نموذجيًّا يصلح كقواعد وأسس راسخة لتربية أبنائنا في زمنٍ عجزت فيه حِيَل التربية للأبناء وصَعُبَت فيه وسائل تقويمهم.

وحي القلم .. كتابٌ يستحق أن تزدان به أي مكتبة .. وكاتبٌ يستحق أن أبدأ بالبحث عن بقية كتبه لأنال شرف اقتنائها.

وحي القلم .. كتابٌ لا يمكن أن يتلألأ بأقل من النجمات العشرة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق