الأربعاء، 25 مارس 2015

رواية (أبو مسلم الخرساني) - جرجي زيدان



من يقرأ لجرجي زيدان لا بد أن يتوخى الحذر بأن لا يعتمد على رواياته بأنها مصدرٌ تاريخيٌ يمكن الرجوع إليه ، فهناك لغطٌ كبيرٌ حول روايات جرجي زيدان التاريخية من ناحية خلط الحقائق بالخيال فتضيع الحقيقة التاريخية وسط الأحداث ، وقد يرسخ في ذهن القارئ أن ما قرأه هو حقيقةٌ تاريخيةٌ لا غبار عليها ، ويتضح أنها محض خيالٍ للكاتب ، لكن القارئ غير المُلم بوقائع التاريخ لن يعي ذلك .. وهذا هو مكمن الخطورة، وهذا ما أخذه العديد من المتخصصين في مجال التاريخ على كتابات جرجي زيدان بوجهٍ عامٍ ، بأن بها تشويهًا للشحصيات والأحداث التاريخية سواءٌ عن عمدٍ أو غير عمدٍ ..
وأنا شخصيًا لا أحبذ الروايات التاريخية لهذا السبب ، فالتاريخ يجب أن يقرأ كما حدث دون تدخلٍ لخيال مؤلفٍ أو إقحامٍ لشخصياتٍ غير حقيقيةٍ أو تغييرِ حدثٍ .. مثال ذلك المسلسل الذي يُذاع حالياً (سرايا عابدين) الذي يعتبر جريمة في حق التاريخ بسبب كم التشويه للشخصيات وللأحداث والتي لا تمت للواقع بصلةٍ.
عامة الرواية كعملٍ أدبي رائعةٌ من حيث الأسلوب والصياغة الأدبية، سهلة الكلمات ، ويعيبها كثرة المؤامرات التي قام بها تقريبًا جميع شخصيات الرواية، وأيضًا أسلوب التخفي .. ويبدو أن هذا طابعٌ مميِّزٌ وبصمةٌ متكررةٌ لجرجي زيدان في رواياته .. فقد سبق أن قرأت له رواية (المملوك الشارد) التي كثرت بها المؤامرات أيضًا بالإضافة إلى الصُدَف المبالغ فيها للأحداث لدرجة أنها أصبحت متوقعةً أثناء القراءة.
نهايةً .. أتمنى أن أقرأ عن أبو مسلم الخراساني وأبي جعفر المنصور وعن هذه الحقبة بوجهٍ عامٍ من الناحية التاريخية البحتة حتى أستطيع أن أقارن بين رواية جرجي زيدان وبين الوقائع الحقيقية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق