الجمعة، 20 مارس 2015

رواية (مخطوطة ابن إسحاق) - 3 أجزاء - حسن الجندي



تقييمي للجزء الأول: مدينة الموتى:
رواية كان من الممكن أن تكون مميزة ومتفردة لو كان الكاتب (حسن الجندي) قد اهتم باتباع أبسط قواعد الأسلوب الأدبي للرواية ، ولو كانت دار النشر (اكتب) قد قامت بدورها في المراجعة اللغوية الدقيقة ، فكل صفحة لا تقل الأخطاء اللغوية بها - بدون مبالغة - عن سبعة أخطاء لا تخطئها عينا طالب في الصف السادس الابتدائي، فحينما نرى أخطاء من عينة (يبدوا - أرجوا - أشكوا) و (معة - الية - وجة) و (حياه - جامعه - ثانيه) و (ذو الوجهان - إجمتع الباقيين - أقل شيئاً - برادين الشاي) و (بضع شهور - أربع رجال) .. بل وأن تجد خطأً في عنوان الرواية على الغلاف ، مخطوطة (بن) إسحاق ، فأنت أمام دار نشر وكاتب لا يحترمان القارئ.
لن أخوض أكثر من ذلك في الأخطاء اللغوية، وأنتقل إلى السلبية الثانية بالرواية وهي الإسهاب والتطويل بدون داع في مواضع كثيرة، بل ووصل الأمر في أحد المواقف إلى وصف كيفية عمل كوب من الشاي ، بداية من التوجه إلى المطبخ ثم رص الأكواب ووضع الشاي والسكر ومروراً بغلي الماء في برادي شاي وانتظار انتهاء غليان الماء ثم صب الماء في الأكواب ووضعها على الصينية!!!
السلبية الثالثة هي ضعف وركاكة الأسلوب الأدبي وضعف البنية التركيبية للجمل ، فعلی سبيل المثال، هل من المنطقي أن يتذكر الكاتب فجأة أن يصف لنا بطل الرواية في صفحة 156؟!! رغم أنه قد وصف جميع الشخصيات الثانوية فور ذكرها في بداية الرواية.
السلبية الرابعة هي تكرار ذكر الأحداث أكثر من مرة على مدار الرواية على لسان البطل يوسف، فليس من المنطقي أنه كلما قابل شخصاً جديداً أن يقوم بذكر كل ما حدث من البداية مرة أخرى!!
مثل هذه السلبيات ، تدمر وتشوه أي عمل أدبي مهما كانت الفكرة جيدة والحبكة محكمة .. وهذا ما جعلني محبطا أثناء القراءة لأن كل تركيزي كان يضيع كلما وقعت عيناي على كلمة خاطئة أو جملة غير مستساغة أو غير مركبة تركيبا صحيحا.
عموماً .. آمل أن تقل هذه السلبيات في الجزء الثاني حتى ينصب التقييم في المرة القادمة على الجوانب المضيئة.


تقييمي للجزء الثاني: المرتد:

أفضل بمراحل من الجزء الأول من ناحية الإثارة والتشويق في الأحداث .. أقل نسبيًا في الأخطاء اللغوية وإن ظلت موجودة بفجاجة .. أفضل إلى حد ما من ناحية الأسلوب الأدبي .. تقييمي بالدرجات 5/10.


تقييمي للجزء الثالث: العائد:

إحساسك إن في حد كتب الجزأين الأول والثاني وحد تاني كتب الجزء الثالث ده طبيعي .. لأن ببساطة الجزأين الأول والثاني كانوا مع دار نشر اسمها (اكتب) لم تحترم القارئ بعدم مراجعة الرواية لغويًا وإملائيًا .. أما الجزء الثالث فهو مع دار نشر مختلفة هي (ن) ويوجد تدقيق لغوي لشخص اسمه (أحمد عبد المجيد) أقدم له الشكر لوضوح بصمته على الجزء الثالث حيث ندرت الأخطاء اللغوية ، وظهر الأسلوب الأدبي أفضل بمراحل من الجزأين الأول والثاني.

أعتقد إن الجزأين الأول والثاني كانوا ممكن يتم اختصارهم في جزء واحد فقط .. ولكن حدث تطويل كثير وإعادة لسرد أحداث بطريقة مستفزة ووصف لأشياء باستفاضة لم يكن لها أي داعي (زي طريقة عمل كوباية الشاي اللي ئكرتها في الجزء الأول) .. أما الجزء الثالث فملئ بالأحداث والشخصيات .. وعجبني حبكة الأحداث في الجزء الثالث رغم زخمها .. وفي النهاية الرواية ككل هي تجربة جديدة وجريئة مست موضوع لم يتم إثارته بمثل هذا التركيز (وهو موضوع الجان) .. وإن يظل الجزء الأول هو نقطة سوداء للرواية بمشاكله اللي ذكرتها من قبل ولا داعي لتكرارها .. والتقييم النهائي للأجزاء الثلاثة 6 من 10.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق