الجمعة، 10 يوليو 2015

قواعد الاحترام الأربعون - القاعدة السابعة والعشرون

﴿فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا﴾ [الأحزاب – 32[.

توجيهٌ تربويٌ من رب العالمين إلى نساء النبي صلى الله عليه وسلم وجميع نساء المسلمين بتوخي الحذر أثناء الحديث مع الرجال، وإغلاق بابٍ من أبواب الفتن بين النساء والرجال .. ﴿فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ﴾، أي لا تتحدثن مع الرجال بطريقةٍ بها ترقيقٌ للكلام أو بأسلوبٍ فيه تبسطٌ ودلالٌ .. ﴿فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ﴾، أي فيؤدي ذلك إلى طمع بعض الرجال ضعفاء النفوس مرضى القلوب، ويؤدي إلى فهمهم الخاطئ بأن وراء هذا الأسلوب الرقيق ما هو أكثر، فيتجاوزون معهن بالكلام أو بما هو أكثر من الكلام ويحدث ما لا يحمد وعقباه .. ﴿وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا﴾، أي تكلمن مع الرجال بطريقةٍ طبيعيةٍ لا دلال بها ولا رقة.

وقد اختص الله المرأة بالتوجيه في هذه الآية دون الرجل .. لعلم الله بأن مفتاح أي علاقةٍ آثمةٍ يكون بيد المرأة وبإرادتها .. فلو أرادت المرأة أن تجذب الرجل إليها لاستطاعت، ولو أرادت أن توقفه عند حدٍ معينٍ لا يتجاوزه لاستطاعت أيضًا .. فالمرأة هي المتحكمة في ''ترمومتر'' العلاقة وحدودها مع أي رجلٍ.

وما أكثر الرجال في زمننا هذا الذين ينطبق عليهم قول الله ﴿فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ﴾، وما أكثر النساء اللاتي ﴿تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ﴾ .. وهذا سببٌ رئيسٌ في حدوث كثيرٍ من التجاوزات من الطرفين، حتى للمتزوجين والمتزوجات منهم .. فنرى جرائم الزنا بين المتزوجين قد انتشرت انتشار الوباء، ونرى جرائم الاغتصاب قد ازدادت معدلاتها باطرادٍ .. ومن الأسباب التي تفسح الطريق أمام هذه الجرائم هو فتح بابٍ صغيرٍ مواربٍ من المرأة بترققها ودلالها أثناء الحديث مع الرجال الغرباء.

فلتحذري أيتها المرأة المسلمة في تعاملاتك مع الرجال .. ولا تكوني سببًا في إطماع من في قلبه مرضٌ وهم كُثر .. وكما يقول بيت الشعر العربي: ''كل الحوادث مبدأها من النظر .. ومعظم النار من مستصغر الشرر'' .. فاجعلي بينك وبين الرجال حجابًا يُحَس ولا يُرَى .. والتزمي بتوجيه الله لك، فتكوني بذلك قد احترمت نفسك باحترامك لكلام الله، وتكوني بذلك قد صنتِ نفسك من أذى مرضى القلوب من الرجال.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق